بين التكتيك والتكنيك والتنظيم والروح والثقة بالنفس علاقة من يحمل لواءها داخل الميدان حتماً سينال مبتغاه وبما أن منتخبنا الوطني هذه المرحلة حضر في تجربة الأرجنتين بهكذا مقومات فمن الطبيعي أن يصبح العنوان الجميل الذي تتناقله وسائل الإعلام مثلما تتناقله ألسنة الناس بالإعجاب والثناء ولغة المديح. - بالأمس الأول لم يكن أكثر المتفائلين على قناعة بأن نجوم الأخضر السعودي سيخرجون من تلك التجربة إلا وفي مرماهم أكثر من هدف ، فالكل تحدث عن ميسي ونجوم التانجو بعبارات وصلت حد تقزيم المنتخب السعودي إلا أن النتيجة في الأخير جاءت لتؤكد أن هذا الجيل الذي منح كامل فرصته بالمشاركة في هذه المهمة الدولية الودية الكبيرة كان أهلا لتحمل مسؤولياته فنجح في إثبات قدرته وتميزه وبرهن على أن الكرة السعودية حتى وإن طال غيابها إلا أنها لاتزال تمتلك المناخ الملائم الذي قد يؤهلها لدائرة المنافسة والعودة إليها. - منتخبنا الوطني خسر من الإسبان بالخمسة لكن تلك الخسارة لم تصبح الداء القاتل بقدر ما كانت الدواء الذي تعاطاه الأخضر فعاد ثابتا وجميلا ورائعا وعندما أركز على جانب الجمال والروعة ففي تصوري أن الجميع تعايش مع أداء كبير قدمه نجوم المستقبل بدءا من منصور الحربي مرورا بنواف العابد والفرج والبصاص وانتهاء بالمولد والسفياني والبقية الباقية الذين أرادوا هذه المرة أن يبعثوا في قلوبنا التفاؤل بمستقبل الأخضر مستوى ونتيجة. - تلك التجربة لم تكن أمام منتخب ضعيف يسهل تجاوزه بل كانت أمام منتخب كبير يحتل المركز الثالث في التصنيف العالمي وعندما يظهر هذا الجيل الشاب الذي يمثل الكرة السعودية في مرحلة البناء الجديد لها واثقاً ومتميزا وطموحا فهنا لابد وأن نتوقف قليلا لنجمع بالصوت الواحد قائلين شكرا ريكارد وشكرا لنجومه. - مؤكدا أن الإعلام السعودي بكافة وسائله مارس في مراحل سابقة قسوة النقد تجاه المنتخب وريكارد واللاعبين أما اليوم وبعد أن بدأت ملامح الجمال تكسو وجه المنتخب فلابد وأن يستعيد هذا الإعلام توازنه ليدعم ويثني ويحفز هؤلاء الذين شرفوا الكرة السعودية وأعادوا توازنها أمام خصم قائمته الأساسية تحمل الأغلى ثمناً والأغلى قيمة والأبرز نجومية على مستوى العالم وما ميسي وماسكرانو وبابلو زاباليتا ودي ماريا وسيرجيو أجويرو وهجوين إلا الدليل والشاهد والبرهان على ذلك. - في هذه التجربة الكبيرة غاب ميسي وحضر العابد وتلاشى ماسكراو وبرز الحربي والمولد ومصطفى بصاص وهي اللحظة المفصلية والمهمة التي نحتاجها اليوم ذلك أن بناء الثقة هو المطلب حتى يصل الأخضر السعودي إلى أعلى درجات التحضير الفني والنفسي واللياقي والمعنوي وهذا بالتأكيد هو ما تحقق أمام الأرجنتين. - عموماً نتمنى أن يكمل منتخبنا الوطني مسيرة القادم على غرار ما ظهر به بالأمس في الرياض من أجل أن يرسم على تقاسيم وجوه محبيه ابتسامة الفرح ويعود سريعا ليقارع وينافس ويجعل من مستقبل الغد القريب شكلا لا يختلف عن شكل الماضي التليد الذي لانزال نتذكره ونتذكر أرقامه التاريخية الجميلة ... وسلامتكم.