استمعت عبر الإذاعة للفتاوى الرمضانية التي يجيب عليها فضيلة الشيخ العلامة : (د. عبدالله المصلح) ، وكلما سمع الشيخ السؤال من أحد قال : أبشر ياحبيبي!. وعدَّدتُ له في الحلقة أكثر من عشر مرات وهو يكررها بوصفها (لازمة) قولية. وبعد العيد ومن الاسم الطيب نفسه ، هنأني الشيخ العالم : (د.خالد المصلح) ، بقوله : (ياحبيبي) ، وعلَّق عليها العشرات عبر موقع (تويتر) ، ممتدحين إعلان الحب المشيخي المطهر بيننا. إن الشعور الجميل الذي يبثه العلامة الشيخ عبدالله المصلح لكل من سأله ، والتلطف الكبير ، والتحنان للسائل ، وإشعاره بأنه يسأل ليقرب من الله ، ويتقرب من الدين ، لا ليخاف من الإجابة ، وينفر من التدين. إن هذا الأسلوب العفوي الشفيف الذي يتواصل به الشيخ عبدالله المصلح مع سائليه ومحبيه ، هو أحيانًا مفتاح الإجابة ، بل مفتاح التجاوب مع الإجابة. ومن أدرك أنه سيسمع من عالم ثقة يود له الخير ، ويختار الأرجح والأحسن للسائل ، فإنه سيستجيب لمن أجابه تدينًا. وقد رأيت أثر ذلك عندما نزلت مع فضيلته إلى مطار القاهرة وقد أعلن كل من رآه بابتسامة عريضة عن حبهم لبرنامجه ، وقناعتهم بإجاباته ، رجالاً ونساءً!. وأما الشخصية (المُصلحية) الأخرى وهو العالم (د.خالد المصلح) ، فإن ابتسامته التي تصحبه في برنامج الفتاوى ، وهدوءه وتفهمه ، وأحيانًا ضحكاته العفوية ، تجعل السامع في واحة طمأنينة ، في زمن شدَّد فيه البعض على الناس ، وأفهموهم أن العلم والإجابة لا مجال فيهما لحسن التعامل ، وحسن الإجابة. إن مثل هذه النماذج التي تحبب الناس في دينها ، وتمارس التدين الجميل سلوكًا في حياتها ، مع رسوخ علمي ، ووعي بالواقع ومستجداته ، وتبسم جميل ، وإعلان للحب ، هو الذي يختصر الطريق على من يفجع الناس ، وينفرها من دينها. ورحم الله شيخ الفقهاء وفقيه الأدباء، وقاضي زمانه ، العلامة الشيخ علي الطنطاوي الذي وصف الحب ، وهو من هو، قائلاً : (من حرَّم الكلام في الحُب؟ والله الذي أمال الزهرة على الزهرة حتى تكون الثمرة .. وعطف الحمامة على الحمامة حتى تنشأ البيضة .. وأدنى الجبل من الجبل حتى يولد الوادي.. ولوى الأرض في مسراها على الشمس حتى يتعاقب الليل والنهار .. هو الذي ربط بالحب القلبَ بالقلب حتى يأتي الولد .. ولولا الحب ما التفَّ الغصن على الغصن في الغابة النائية .. ولاعطف الظبي على الظبية في الكناس البعيدة .. ولاحنى الجبل على الرابية الوادعة .. ولاأمدَّ الينبوع الجدول السّاعي نحوالبحر.. ولولا الحب مابكى الغمام لجدب الأرض .. ولاضحكت الأرض بزهرالربيع .. ولاكانت الحياة..) ألا فليهنأ المسلمون بشيوخ الحب، فإنهم نعم الشيوخ.