* في زمن قحط (الذات) .. وغياب الكينونة .. وموت الحضور الجمعي. سأل (المتبتل) في خشوع جوقة الطبالين .. ماذا ترون؟.. وماذا تدخرون؟! قالوا نراك في منامنا .. وندخرك في خزائننا .. ونتوكأ عليك في مسارنا ..!! * مشكلة (الطبالين) الكبرى .. أنهم لا يُفرّقون ما بين علامات الفتح ، والضم على مفردة (الحب)!! ومشكلة (المتبتل) .. أنه ينثر مسوحه كل ما هش بعصاه ..!! لتظل (الحكاية) أزلية دنيوية .. أيُّهما أكثر استخفافًا بالآخر: صاحب المسوح الفاره؟ أم قارع الطبل الماهر؟! لكن بالتأكيد أن قدرية التعايش داخل (الضبابية) تصيبك (بالعشى) .. تغم عليك الرؤية .. داخل دوامة (لا أريكم إلاّ ما أرى) ، ونظرية (هذا التقي النقي) ..!! أيُّهما يكفل قوامة الطريق؟ استعلاء يدوس خشوم؟ أم خشوم تدوس استعلاء؟! (1) * ولكي تعرف حقيقة الحياة تحت قدميك .. ما لونها؟ ما رائحتها؟ ما ذائقتها؟ اضرب بعصاك الحجر .. سينبجس لك بمسوح المتبتلين ، واصطراخ الطبالين!! * في كل زمان ومكان .. متبتلون ينثرون المسوح لكي يعيشوا .. وطبّالون يقرعون الطبول لكي يعيشو!! إنه صراع البقاء بتفسيرات مختلفة!! (2) * مشكلة المتبتلين مع أولئك الطبّالين .. أنهم يحاولون إقناعهم .. بأنهم الطيبون .. الصالحون .. الناصحون..! * ومشكلة الطبّالين مع أولئك أنهم يعرفونهم بشرًا ممّن خلق .. بكل خصائص حياتهم .. وربما أدق تفاصيل تعاملاتهم .. مثلهم مثل كل الآخرين .. ومع ذلك نجد مسوح القديسين .. ومدائح الركبان. ولا تدري من؟ يستخف بمن؟ * إنها ذاتها المعادلة ما بين المسوح والعصا والطبل!! (3) * مشكلة (المتبتلين) معنا نحن .. أننا نعرفهم بسيماهم .. ومع الطبّالين .. بقرع نعالهم!! أمّا مشكلتهم هم .. فمع أنفسهم .. يرون وجوههم في المرايا .. (إنهم يحسنون صنعًا) .. وهذا تفسير آخر للحياة!! * أمّا مشكلتنا نحن معهم .. في بواح المنطقة الوسطى .. فلا تخلو من مسوح القديسين .. ولا من مدائح الركبان!!. نحاول أن نقاوم .. نتنفس من تحت الماء .. وتحاول أطرافنا أن تتيبس (بالحيط). إنه تفسير مختلف للحياة!! (4) * هكذا نحن .. وهكذا هم .. يحاولون اختزال الحياة بنا .. بالمسوح .. وبالعصا .. وبالطبل!! ونحاول نحن .. أن نعيش حياتنا خارج زمنهم!! وتظل حقيقة الصراع .. هي حقيقة الحياة .. ما بينهم .. وبينهم .. وبيننا .. وهم!! (5) * اقرأوا (حكاية مدينة) .. تجدون مسوح المدينة الفاضلة .. في الداخل .. وجوه .. وأيدٍ .. وخشوم .. بعضهم يقفز الأسوار .. آخرون .. يدبون من تحت التراب .. (الوسطاويون) وحدهم مَن يقرع الأبواب ..!! ومع ذلك هم مَن يشقون .. ويتعبون .. ويتعرقلون!! (6) * اقرأوا (حكاية مشروع).. صراع على الكعك.. إقصاء .. بمسوح هامور.. ومطحونون ينبشون في الصخر!! الإقصائيون يحاولون قبر الحياة تحت التراب.. (7) * اقرأوا (حكاية إدارة) .. تجدون منهجية الفوارق ما بين .. (الراعي والقطيع) .. أو (القطيع والراعي) .. ومَن يكون المبتدأ هو مَن يسرح أولاً!!. (8) * في النهاية .. فإن من نعم الله علينا .. أن جعل (جماليات) الحياة .. مرتبطة بمنظورنا نحن لها!! لا بمقدارت المتنفعون .. مَن يملك (بياض) الداخل .. يشعر بالمعنى الحقيقي للحياة .. لهذا يبلع الوصوليون (التبر) .. وهم مشقون باللهث .. وبالخداع!! ويرضى المطحونون (قشرة) خبز .. وهم يشكرون!! إنه التفسير المنطقي للحياة.