في مدينة الخبر أقيم حفل تدشين التعاون بين مشروع إطعام ومؤسسة اليوم الصحفية مساء يوم الأحد 15-6-1433ه ، وقد أسعدني حضور ذلك الحفل مدعوًا لإلقاء بعض القصائد ، وكيف لا أسعد وأنا أشارك في لقاء خيري كبير يدعم عمل الخير ، ويواصل مسيرة إطعام المحتاجين؟ كان اللقاء متميزًا ، لأن مشروع (إطعام) من مشروعات الخير المتميزة ، وتقوم فكرة هذا المشروع على الاستفادة من فائض الطعام الهائل لإعادة توزيعه بطرق صحية سليمة على من لا يجدون إلى لقمة العيش سبيلاً ، ويعانون من الحصول على الطعام لضيق ذات أيديهم ، وتزايد أسعار المواد الغذائية عامة. وإذا علمنا أن عدد الوجبات الفائضة من الحفلات والولائم والمطاعم والفنادق يصل إلى ما يقرب من أربعة ملايين وجبة شهريًا في منطقة الدمام وحدها ، أدركنا أهمية هذه المشروع الكبير ، وقيمته في هذا الوقت. كان الحفل عامرًا بوجود رجال أعمال فضلاء معروفين بعمل الخير ، ودعم المشروعات الخيرية ، هم الداعمون لمشروع إطعام كالفوزان والراجحي والمجدوعي والعيسى والزامل والمهيدب وغيرهم من الداعمين جزاهم الله خيرًا ، كما كان عامرًا بعدد من الصحفيين والإعلاميين والمحبين لعمل الخير. ما مشروع (إطعام)؟ هو مشروع خيري معروف عالميًا ، بدأت فكرته منذ عشرات السنوات في أوروبا وأمريكا تحت مسمى (بنك الطعام) يستهدف هذا المشروع توزيع فائض الطعام الهائل على الأسر الفقيرة المحتاجة إليه ، وهو يقوم على حساب دقيق لنسبة ما يصرف على طعام الأسرة من دخلها الشهري ، فقد تبيّن أن ما تصرفه الأسرة على الطعام يشكل 45% من دخلها ، وهي نسبة كبيرة مرهقة للأسر الفقيرة ، والأسر ذات الدخل المادي المحدود ، وما دام الأمر كذلك فإن حمل عبء الطعام عن الأسرة سيوفر لها نصف دخلها تمامًا ، وهذه مساعدة كبيرة تريح الأسرة ، وتشعرها بالأمان لأن الطعام مكفول من قبل هذا المشروع الرائد. انطلقت الفكرة في مصر عام 2005م فنجحت نجاحًا باهرًا وما زالت نموذجًا للنجاح لأنها تنفذ بنجاح كبير ، فقد بلغ عدد الأسر التي يدعمها مشروع إطعام في مصر عشرات الآلاف ، وبدأت الفكرة في الرياض منذ عام 1429ه باهتمام شخصي من الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير الرياض آنذاك ، وانطلقت الفكرة بنجاح واضح في المنطقة الشرقية ، الدمام ، منذ أكثر من عام ، ووصل عدد الأسر التي تستفيد من مشروع (إطعام) خمسة آلاف أسرة. البرنامج خيري تطوعي كبير ، والوسائل المتبعة فيه إدارة وتنفيذًا وسائل حديثة ، والجهد المبذول فيه جهد كبير تحدث عنه مديره الأستاذ حمد الضويلع وهو أمين عام المشروع ، كما تحدث عنه الأستاذ عبداللطيف الراجحي رئيس مجلس إدارته والأستاذ عبد الله الفوزان نائب رئيس مجلس الإدارة. رأينا عرضًا متكاملاً عن خطوات التنفيذ في مشروع (إطعام) الدمام ، فشعرنا بقيمته العظيمة ماديًا ومعنويًا. تحية للقائمين على هذا المشروع المبارك ولمؤسسة اليوم الصحفية على دخولها شريكة فيه لدعم نجاحه ، والحمد لله الذي هيأ لنا الإسهام فيه بالحضور والمشاركة في حفله البهيج ، وشكرًا لمن فتحوا هذه البوابة المضيئة. إشارة: مجال الخير بستان جميل فلا تحبس شذاه ولا شذاك.