في ظل الخمول السياحي الذي يعيشه عالمنا العربي نظير ما يعترك به من أحداث في ربيعه الذي لم تتحدد معالمه بعد ، وفي ظل تنامي حالات الغلاء في بلدان العالم الأول وفي ظل الرغبة الجامحة للمواطن السعودي والخليجي لاستثمار فترة إجازاتهم السنوية في أماكن يجدون فيها الراحة لهم ولأسرهم في ظل ذلك تعيش منطقة الباحة تلك المدينة الساحرة في طبيعتها وطقسها تعيش هذه الأيام مرحلة الاستعداد لاستقبال فترة الصيف التي يؤمها الكثير من السياح من مختلف المدن والبلدان بالإضافة الى استقبال أبنائها المهاجرين في شتى بقاع العالم وبما ان هذه الفرصة التي نراها سانحة للقائمين على المنطقة بمختلف المؤسسات الحكومية وخاصة الهيئة الوطنية للسياحة والتراث لاستثمارها خير استثمار من خلال تكثيف حالات الاستعداد التي تتطلب توفير المنتزهات كاملة التجهيز ومن حيث تهيئة أماكن الجلوس النظيفة والألعاب الجيدة ودورات المياه المهيأة تماما بالإضافة الى تعبيد الطرق وسفلتتها وتوفير الإنارة والمياه وفق ارقى المستويات الحضارية في مختلف المواقع ذات الجذب السياحي بالمنطقة بالإضافة الى استقطاب كبار المستثمرين لإقامة المنتجعات الصيفية والشتوية وتسهيل كافة سبل استثمارهم وتشجيعهم من خلال منحهم ملكية تلك الأراضي التي يقيمون عليها منتجعاتهم وفق شروط دقيقة لحسن استثمارها واستمراريتها ، بالإضافة الى توفير الفنادق الفخمة والشقق المجهزة وفق أنظمة ومواصفات دقيقة ومتابعة مستمرة من قبل الجهات ذات العلاقة واستقطاب المطاعم العالمية والمحلية المشهورة لإقامة فروع لها بالمنطقة وخاصة بالقرب من تلك المنتزهات وفي جانب آخر يستوجب إقامة المهرجانات الثقافية والترفيهية والتسويقية والفنية بالمنطقة خلال فترة الصيف وجعلها عادة سنوية تعد لها العدة من قبل السياح وبما ان المنطقة تزخر بالكثير من المواقع التاريخية القابعة في عمق التاريخ والتي لا تزال بكراً ولم تفتح لها أبواب الاستثمار بل ان الكثير منها لم يكتشف بعد ولم تطله ايدي العبث مما يتطلب الاتجاه بالسياحة في المنطقة نحو تلك المواقع كون ذلك سيثري عامل الجذب اليها وخاصة اذا أحسن تجهيزها وتهيئتها من قبل الهيئة الوطنية للسياحة والتراث التي أراها تتحمل الكثير من المسئولية حيال الاهتمام بتلك المواقع وهذه أيضا دعوة الى كافة المؤسسات الأكاديمية ذات العلاقة بالتراث والحضارة بالمملكة لتوجيه دراساتها وحفرياتها الى تلك المواقع الحضارية البكر. وبما ان منطقة الباحة تتوفر بها الكثير من المقومات السياحية الطبيعية والمناخية والحضارية الجاذبة للسياحة فان استثمارها يبقى مرهونا باهتمام كافة الأجهزة ذات العلاقة وفي مقدمتها أمارة المنطقة التي نراها تبذل الكثير من الجهد في ظل توثب أميرها القدير مشاري بن سعود الذي بدأ يسارع الزمن في سبيل تحقيق مطالب القيادة الرشيدة التي أوعزت لسموه عند تعيينه بتكثيف الجهود للنهوض بالمنطقة من مختلف المناحي الحياتية وقدمت له كل الدعم المالي والمعنوي ولم يتبق سوى التفعيل المنظم والمنتظم لمثل تلك المنجزات ليلمسها سكان المنطقة والمقيمون بها وزائروها نمواً حضارياً يشيد به كل قاصي ودانٍ. ثم يأتي بعد ذلك الدور المنوط بالمؤسسات الحكومية بالمنطقة كل فيما يخصه وفي مقدمة تلك الأجهزة البلديات بالمحافظات التي تتحمل المسئولية الكبرى في تلك المنظومة الحضارية التي هي بالتأكيد ستكون الواجهة الأولى للمحاسبة عند التقصير. وفي الختام تبقى المسئولية المجتمعية لاهل المنطقة والمقيمين بها التي لاتنفك ابداً عن المسئوليات المؤسسية وذلك من خلال الاستيعاب الاجتماعي للسياح الذي يتطلب حسن المعاملة وحسن الأداء والمساهمة في كشف السلبيات وإبرازها للمسئول وعدم الركون إلى مبدأ (وانا مالي ) بل يكون المبدأ الذي اتمنى ان يكون شعاراً للسياحة بالمنطقة هذا العام وكل عام وهو ( كلنا مسئول يا ضيفنا تمون) والله تعالى من وراء القصد.