شكَّل هطول الأمطار فرحة عارمة لدى معظم سكان السعودية ، نظراً لتأخر هطولها في موسمها المعروف ؛ فكان هطولها في هذا الوقت رحمة من الله بخلقه جميعاً ، بعد أن كادت سحب الغبار تخنق الكثيرين ، وتتسبب في كثير من الأمراض ؛ فازدحمت المستشفيات والمراكز الصحية بالمراجعين حتى أن بعض المرضى كان يتلقى العلاج في ممرات المستشفيات. لقد أدى هطول الأمطار بشكل كبير إلى كشف كثير من العيوب في تنفيذ المشاريع ، سواء داخل المدن أو خارجها ؛ فالشوارع غُصّت بالمياه التي تجمعت ولم تلقَ لها منافذ تخرج منها ، أو أن المنافذ لم تستوعب كميات السيول الكبيرة ؛ فغرقت كثيرٌ من السيارات ، وتعطلت الحركة المرورية. وبعد تسرب تلك السيول من الشوارع ظهرت عيوب السفلتة وغش المقاولين ؛ فبعض المشاريع لم يمضِ على إنشائها عام كامل ، لكنها توحي للناظر بأن عمرها تجاوز العشرين أو الثلاثين عاماً. لقد انتشر ترقيع الأسفلت في معظم الشوارع ؛ فشكَّل ذلك الترقيع لوحات تشكيلية وخرائط جغرافية لا نراها إلا في شوارعنا. أما الطرق الخارجية فحدِّث ولا حرج ؛ فالكثير منها تقطعت ، وسدَّت الصخور البعض الآخر ، وتوقف المسافرون بأسرهم ساعات حتى تمت إزالة العوائق وفتح الطرق من جديد أمامهم. كما أن للكهرباء مشاركة فعّالة ؛ فانقطاعها يتكرر طوال العام دون سبب ؛ فكيف إذا كانت هناك أمطار ورعد وعواصف؟.. فالمشكلة تكون عامة ، والغالبية يشتكون من انقطاعها ، وارجعوا إلى قسم عمليات استقبال البلاغات بالكهرباء ؛ لتروا الأعداد الهائلة من بلاغات المواطنين عن انقطاع الكهرباء لديهم. إننا في حاجة إلى إعادة النظر في كثير ممن وُضعت الثقة فيهم ، من الشركات والمؤسسات التي نفذت المشاريع بمبالغ خيالية ، وكان نتاج ذلك ما كشفته الأمطار خلال فترة وجيزة ؛ ففي كل عام تتكشف لنا حقائق جديدة عن سوء التنفيذ في كثير من المشاريع ، وقد تبدأ الصيانة أحياناً قبل استلام المشروع من الشركة أو المؤسسة المنفِّذة ، والمثل يقول مع بعض التحريف (مَنْ أَمِن العقوبة أساء التنفيذ).