تحية للشاب ثامر المحيميد الذي أنشأ موقعاً أسماه (بورصة الوعود) خصصه لمتابعة الوعود الجميلة التي يطلقها كثير من المسؤولين عن المشاريع التي يتولون أمرها ، فهم بين بعيد، وبعيد جداً، وبعيد أبعد من البعيد عن تنفيذ ما وعد به ، حتى صار المواطن يردد بعد كل وعد جميل وتاريخ أنيق: (أفلح إن صدق). ولكن لندع المشاريع جانباً ، فقد ألفنا التواريخ (الممطوطة) ، والتبريرات (المسلوقة) ، والتخريجات غير (المبلوعة)! ولنبحث عن بورصة أخرى أكثر إثارة وتشويقا هذه المرة. ولتكن بورصة الوظائف (الموعودة)! ويمكنني أن أتحدى بسهولة إن وُجد في بلادنا مواطن لم يسل لعابه للأعداد الضخمة التي مُني بها شبابنا لحل بطالتهم اليوم وغداً وبعد غد! هذا السيل الهادر من الوعود الوظيفية ليس هو الآخر جديداً ، لكنه في حاجة إلى متابعة شبيهة بمتابعة وعود إنجاز المشاريع. إنجاز المشاريع مهم ، وفي موعدها المحدد أهم. لكن توفير وظائف جديدة للشباب العاطل (ذكوراً وإناثاً) أهم مليون مرة. وهذا الإنجاز لا يتحقق بمجرد التوقيع على أوراق أو الإعلان عبر مؤتمر صحفي ، أو الوقوف أمام كاميرا تلفزيونية. أولاً لا بد أن يصحب الوعود الوظيفية دراسات وافية تقدم أرقاماً مقبولة ليس للخيال منها نصيب ، ولا للعشوائية أساس. كم من عشرات وأحياناً مئات الألوف من الوظائف التي يعلن أصحاب المعالي عنها لمجرد رعاية قطاعه لمشروع هنا أو نشاط هناك ، حتى أني أذكر أن وزير العمل السابق د. غازي القصيبي يرحمه الله طالب بأن يقتصر الإعلان عن وعود الوظائف على طريق وزارته الموقرة. وأظنه فعل ذلك حتى يجري (فلترة) على الأرقام قبل خروجها ، فربما زادت صفراً على اليمين أو صفرين وصاحبها لا يدري ، بل إلى الإعلان يسابق ويجري. بصراحة لو جمعنا الوظائف المعلنة لما بقي لدينا عاطل ، ولو أخرج الأثرياء كلهم زكواتهم لما بقي فينا فقير ، ولو أدى كل معلم في المدرسة والجامعة دوره كاملاً لما بقي فينا طالب بليد. كل هذه تحتاج إلى بورصات ، فهذا زمن البورصات أيها السادة والسادات.