** لو قابلك شخص وقال لك - مستنكراً شكلك: (ما هذا؟ إني أراك قد كبرت في السن ، ولم تعد لك نفس الحيوية كالسابق) .. فماذا يمكنك أن ترد عليه ؟!. ** هذا السؤال وأمثاله ألقاه أنا ، وتلقاه أنت في كثير من محافلنا ومنتدياتنا ومناسباتنا الاجتماعية .. وكثيرون تكون اجاباتهم موافقة للشخص المتسائل , مثل أن يكون ردك عليه : (فعلاً لقد كبرنا .. وهذه سنة الحياة يا أخي) .. وقد يتطوع أحد الجالسين أو الحاضرين فيضيف عبارة , مثل : (ألا ترى التجاعيد على وجهه .. ربنا يعينه)! . ** والواقع أن مثل التصرف منك لا توافق عليه المجلة الأمريكية المسماة (ربات البيوت) وذلك من خلال مقال نشرته ، وأعيد نشره عدة مرات منذ عام 1954م .. ويتحدث ملخصه عن أهمية أن يستعد كل منا لإعطاء نفسه قدراً معقولاً من الثقة ، فإذا كان الافراط في احاطة الذات بهالة من الصفات، أو بمبالغات واسعة من الصفات أمر مذموم , فليس من المقبول منك أن يصل بك التواضع إلى أن تقلل من قيمة نفسك ، أو أن تبدو أمام الآخرين بصورة أضعف مما أنت عليه. ** وفي هذا الصدد تقول نجمة معروفة : (لن ينجح أحد في دنيا الأعمال أو المسرح أو الحياة إذا بخس نفسه حقها ، إن الثقة مرض ينتقل بالعدوى)!. ** والسؤال الذي يفرض نفسه .. هل بيننا ومعنا أناس يعمدون إلى هذا السؤال , أقصد إلى التقليل من شأن أنفسهم ؟.. وكم تبلغ نسبة هؤلاء بيننا رجالاً ونساء ؟.. بحيث أن البعض - قد - يتطوع بنفسه ، دون أن يطلب منه أحد - وهنا قمة الكارثة - بحيث تجده ينتقص نفسه في حالات لم تكن لك على بال ، فتظل مثل هذه العيوب - لوحدها - محفورة في ذاكرتك عنه. ** ولو أنه سكت لربما رأف بنفسه ، وترفع عن التقليل من شأن ذاته .. ذاك هو ملخص ما قالته الكاتبة (جيليت) وأعيد نشره - كما قلنا - عدة مرات .. فهل كانت الكاتبة على حق .. أم أن أغلب من يمضي في هذا السلوك يكون معه الحق؟ .. ** لن نستطرد هنا ولن نتوسع كثيرا , وأظن أن (الرسالة) قد وصلت , ولذا ندع الباقي لفطنة من يقرأ هذه السطور؟!.