أكد ل «عكاظ» خالد أحمد الجفالي نائب رئيس وشريك تنفيذي شركة إبراهيم الجفالي وإخوانه، أن شركته تدرس حاليا مع جهات أخرى تصنيع أجزاء السيارات من مشتقات البترول. وقال «درسنا إنشاء مصنع للسيارات، واتضح لنا أنه لا بد للمصنع من إنتاج ما لا يقل عن مائتي ألف سيارة حتى يكون مجزيا»، مبينا أن استمرار الشركات العائلية ككيانات متينة يتحقق من خلال التفاهم بين الأخوان وأبناء العمومة والحرص على تطوير العمل في المستقبل. وأشار إلى أن انتخاب أعضاء الغرف أفضل من التعيين، بعيدا عن سيطرة التجار الكبار، وقال «لا أفكر في الترشح لانتخابات غرفة جدة»، مشيرا إلى أن نجاح أعمالهم تحقق بتوسعتها وشفافية التعامل، وقال «سطوة المال زادتني تواضعا مع الآخرين»، مشيرا إلى أنه يتعامل مع بناته وابنه بتوازن بعيدا عن التسلط والاستبداد. وفيما يلي الحوار: • كيف بدأت حياتك العملية؟ علمني والدي منذ الصغر حب العمل، فقد كان يصطحبنا دائما معه إلى مكان العمل، وفي الفترة الصيفية نعمل في الورشة بمرتب مائة ريال شهريا، وعندما بدأ في إنشاء مصنع الإسمنت في الخمسينيات كنا نذهب معه للتعرف على سير العمل. • ما أهم محطات النجاح التي مررت بها خلال مسيرتك؟ أبرز محطات نجاحي في حياتي تكمن في تكملة العمل ومسيرة الوالد، والحفاظ على الإرث العائلي المحب للعمل، والسعي لتطوير وتوسيع نطاق عملنا. • تواجه الكثير من الشركات العائلية تحديات هائلة تتعلق باستمرارها بعد وفاة الجيل الأول لمؤسسيها، في رأيك كيف يمكن الحفاظ على هذه الشركات وتنميتها؟ نحن الآن في الجيل الثاني من شركتنا العائلية، فقد توفي عمي إبراهيم منذ أكثر من 25 سنة، والوالد منذ 15 سنة تقريبا، وحافظنا على الكيان الذي بنيت عليه الشركة، ونحن أبناء العم مكملون لبعضنا البعض، والتفاهم موجود بيننا وبين الشركاء أنفسهم، وعمي على قيد الحياة نسأل الله له الصحة والعافية، وفي الواقع أن الحفاظ على الكيان يتطلب التوافق والتفاهم ما بين الإخوان وأبناء العمومة والشركاء جميعا وتنمية العمل للمستقبل، ونحن في آخر فترة عينا مديرا تنفيذيا للشركة يديرها بطريقته. الشراكة لتوسعة الأعمال • ما أبرز ملامح تجربتكم في شركة الجفالي؟ أهمها اختيار الشركات العريقة والتي لها اسم عالمي، واتباع الشفافية مع الشركات التي نتعامل معها، بمعنى ألا نكون وكلاء فقط، وفي نفس الوقت نستثمر الشراكة على أساس توسعة الأعمال، وإلا فإن الشريك الأجنبي لن يحصل على فائدة منك وبالتالي ينصرف عنك، ولكن أهم نجاح لنا هو أننا بدأنا منذ السبعينيات في تدريب الشباب السعودي في مركز تدريبي، وخرجنا ما يقارب نحو خمسة آلاف طالب سعودي، وبداية تعاوننا كان مع شركة مرسيدس، ثم مع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، ثم مع صندوق الموارد البشرية، والحمد لله تميزنا بإنجازات كبيرة، ونحن بصدد إطلاق مشروع تدريبي جديد لاستيعاب عداد أكبر من الطلاب. • وماذا عن التحول إلى شركة مساهمة كوسيلة أو آلية لبقاء الشركات العائلية؟ وهل لديكم في مجموعتكم اتجاه إلى هذا الطرح؟ نحن شركة مساهمة، وعادة شركات المساهمة لديها الطموح في التوسع في مجالات كبيرة، واستقطاب رأس مال إضافي جديد. ومن هذه الناحية فنحن الحمد لله نسير في طريقنا ونتوسع في شركاتنا. الانتخاب أفضل من التعيين • تردد عن إلغاء وزارة التجارة لانتخابات الغرف التجارية والاكتفاء بالتعيين، على اعتبار أن هناك من رجال الأعمال الأكفاء من ينأون بأنفسهم عن المهاترات الانتخابية .. ما رأيك في مثل هذا الطرح؟ أنا أكن كل الاحترام والتقدير للغرف التجارية في المملكة، وسبق أن ساهمت في الغرفة التجارية الدولية في باريس، وأنشأنا مركزا في المملكة تحت مجلس الغرف التجارية، وهذا العمل تطوعي، ونحن نكن لصالح كامل وأعضاء مجلس إدارة غرف جدة التقدير، ولكن لم يسبق لي العمل في الغرف التجارية. وفيما يتعلق بالانتخابات فقد سبق لي أن شاركت فيها، وأنا مع الانتخاب لأنه أفضل من التعيين، والله أعلم بوجهة نظر وزارة التجارة ونسمع أنها تقول إن هناك سيطرة من التجار الكبار الذين يدفعون وهذه وجهة نظر صحيحة .. والكفاءة طبعا هي الأهم. لا أفكر في الترشح للغرفة • يلاحظ ابتعادك عن العمل التطوعي لخدمة المجتمع التجاري والصناعي .. أليست لديك نية للترشح للدورة المقبلة للغرفة؟ بالعكس أنا أشارك في كثير من الأعمال التطوعية وهي أعمال خيرية لا دخل لها بالغرفة التجارية، وأهمها مركز العون وبه 300 طالب من المعوقين ذهنيا، وهو مركز كبير وسوف نتوسع فيه، بالإضافة إلى أعمال خيرية تطوعية أخرى، أما الترشح للغرفة فلا أفكر فيه. • يركز الكثيرون من رجال الأعمال على النشاط التجاري دون الدخول في مشاريع مشتركة مع شركائهم الأجانب للتصنيع في المملكة وتوفير فرص عمل للمواطنين، ما رأيك في هذه القضية؟ عندنا مصانع كثيرة قائمة مع شركاء، وفكرتنا في الأساس تعتمد على أن نستورد المنتج أو نصنعه أو نبيع المنتج من الشريك الأجنبي وبعد ذلك نبدأ في التصنيع، ولنا وضع خاص مع شركائنا بمنتجاتهم الخاصة يختلف عن الكثير من الوكلاء الآخرين، ومسألة توطين المنتج تحتاج لدراسة اقتصادية وافية وغيرها على المدى الطويل، ونحن مع أي توجه يفيد بلدنا ومواطنينا. ندرس تصنيع أجزاء السيارة • هل تنوي مجموعتكم الدخول في شراكات تصنيعية في مجال السيارات مثلا، خصوصا مع بدء تصنيع أول سيارة سعودية «غزال»؟ درسنا إنشاء مصنع للسيارات، وحسب دراستنا اتضح لنا أنه لا بد للمصنع أن ينتج ما لا يقل عن مائتي ألف سيارة حتى يكون مجزيا، ونحن نجري دراسات مع عدة جهات أخرى لإنتاج أجزاء من السيارات من مشتقات البترول مثلا وفي المملكة توجد مصانع بطاريات ورديترات وغيرها وتصدر إنتاجها حتى إلى الصين. • كيف تنظرون لعمل المرأة في الشركات الصناعية والتجارية؟ المرأة تضطلع بدور مهم في المجتمع وهي في الأساس نصف المجتمع، ومتى ما كان العمل مناسبا فنحن مع عملها في أي مجال وفق ما يناسبها ومجتمعنا. وظفنا 60 سيدة • ما موقع المرأة في مجموعتكم، وهل هناك اتجاه للتوسع في تدريبها وتشغيلها؟ وظفنا أكثر من 60 سيدة في المكاتب، أما بالنسبة للصناعة أو الورش فالأجواء لا تلائم عمل المرأة، أما غير ذلك فإننا نتفق مع هذا التوجه تماما. • نشأتك أين كانت ومن هم أصدقاء الطفولة الذين لا يزالون يسكنون ذاكرتك؟ النشأة كانت في جدة وبدأت الدراسة في مدارس الثغر الابتدائية في جدة، ثم أرسلت إلى لبنان للدراسة في مدرسة الرمانة، وبعد نشوب الحرب الأهلية عام 1975م انتقلت إلى سويسرا لمدة سنتين، ومن بعدها إلى أمريكا حيث أكملت دراستي الجامعية هناك. • ما هي أبرز المواقف التي تعرضت لها في حياتك ولم تبارح مخيلتك؟ المواقف المفرحة كثيرة في حياتي، لكن هناك مواقف محزنة لا تنسى أبرزها وفاة والدي حينما كان عمره أقل من 70 سنة. • حياتك الأسرية .. ماذا تقول عنها؟ حياة مستقرة، وأنا حرصت على ما قاله لي أبي وهو «إن أهم شيء في نجاح الإنسان أن يكون ناجحا في بيته مع زوجته وأبنائه» فهذا النجاح سيقوده للنجاح في حياته كلها، وكان هذا التوجيه الأبوي شيئا أساسيا ساعدني على التوفيق بين عملي وأسرتي. تعامل متوازن • في المنزل كيف تتعامل مع أولادك؟ لدي ثلاث بنات وولد أتعامل معهم بطريقة متوازنة ليس فيها التسلط بالأمر والاستبداد به وإنما بالأخذ والعطاء، وأسألهم عن أحوالهم وماذا حدث لهم حتى يستوعبوا معنى الحياة العائلية والعملية في نفس الوقت. المال زاد تواضعي • هل غيرت سطوة المال وقوة الإمكانات في تعاملاتك مع الآخرين؟ لا ولله الحمد بل على العكس زادتني تواضعا، فلا شيء أحلى من التواضع، وأعامل الناس كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم بنفس المعاملة، وهذا شيء طيب لم يتغير ولن يتغير بإذن الله. استمرار «العائلية» بالتفاهم • كلمة أخيرة؟ نرجو التوفيق لجميع العاملين في القطاع الخاص ونحن نعمل في برنامج طويل المدى للسعودة، وبعثنا كوادر إلى أمريكا وأفريقيا وتركيا في دورات تدريبية لمدة ستة أشهر لمزيد من الخبرة والتبادل بين الشركات الأخرى وهذا شيء نفتخر به.