منذ سنتين تقريباً كتبت سلسلة مقالات في زاويتي اليومية آنذاك بصحيفة (الوطن) عن الدول (الشعاراتية) في الوطن العربي ، والتي وصلت وأوصلت الأمة معها إلى الحضيض بشعاراتها الجوفاء ، ولم تستفز مقالاتي أحداً داخل المملكة سوى قلة ممن مازالوا يعيشون خارج فضاءات المصداقية والموضوعية ، ومازالوا أسرى خدعة تلك (الشعارات) التي ثبت فشلها وموتها عند أهلها ، وعند عامة الناس وخاصتهم. ومع أن الأدلة على ضرورة سقوط تلك الشعارات ومن يتبناها تترى ، فإن ما حدث يعد (مسكّتاً) لكل دعيّ ، فالعالم كله رصد طيلة العام الماضي (2011) تساقط الأنظمة (الشعاراتية) واحداً تلو الآخر ، ومازال التساقط مستمراً ، ومهما استمر القتل المنتظم لنظام (الأسد) فإن شعار (الصمود والتصدي) المزيف سقط ، والنظام الذي كان يرفعه في طريقه إلى السقوط اليوم أو غداً ، سواءً بيد الشعب السوري الصامد حقيقة وليس شعاراً ، أو بيد غيرهم ممن يفجعهم يومياً دم الأبرياء المراق على أرصفة الشام. (الشعار المزيف) والشعاراتيُّون من ورائه كلهم إلى زوال ، وفي نظري كما قلت سابقاً أن (الشعاراتيين) سواءً كانوا مخدوعين أو مقتنعين كلهم مرضى يحتاجون أن يعالجوا أنفسهم ، أو يتبرع أحدٌ بعلاجهم ، فبعضهم مازال يعاني حتى اليوم ، أي حتى بعد سقوط الأنظمة (الشعاراتيَّة) ، وحتى بعد الجرائم الكبرى التي مازال يرتكبها نظام (الصمود والتصدي) في سوريا يومياً بحق شعبه ، حتى بعد ذلك كله مازال بعض (الشعاراتيين) في الوطن العربي ، وعندنا في المملكة ، يتحدثون عن (الدور الرائد) أي والله الدور الرائد هكذا الذي قامت به (سوريا الأسد) في تاريخ الأمة ، ولكي يوضحوا ويدعموا موضوع الريادة المزعومة لا يجدون سوى ترديد الشعارات القومية والبعثية ونحوها التي هي ذاتها كانت سبب كوارث الأنظمة التي قامت وتغذت عليها عقوداً على حساب مقدرات وحقوق وتطور شعوبها. (الشعاراتيون) حتى يومنا هذا وإلى الأبد فقراء بائسون لا يملكون أدنى درجة من درجات (الموضوعية والمصداقية) وهذا الحكم أعتقده فيهم بناءً على ما يقولونه من مغالطات مكشوفة ، وما يرددونه من مقولات لم تعد تقنع أحداً البتة ، فإن كانوا كذلك مع أنفسهم ، أي غير صادقين ولا موضوعيين معها ، فهم منافقون ، وإن كانوا مقتنعين فعلاً فهم مخدوعون ، وفي كلا الحالتين هم مرضى ، شفاهم الله. منذ أيام شاهدت (شعاراتيًّا ناشئاً) من اليمن الشقيق ، أي (عُلَيمي) تحت التدريب كما نقول ، يشتمنا ، في أحد القنوات (الشعاراتية) ، يشتم السعودية قيادة وحكومة وشعباً ، ويشيد ب (عظمة هكذا عظمة) إيران ودورها العظيم في اليمن ، ولم ينس أن يمتدح (القائد الضرورة) بشار الأسد ، ويخوِّفنا بأنه لو رحل عن (قيادة الأمة) فإن مصير هذه الأمة هو الموت ليس جوعاً ولا قتل اً، وإنما (ضياعاً وغبناً)! غيرت القناة وأنا أضحك من أنَّ أسرة (الشعاراتيين) لم ينقطع نسلها ، فإذا ب (سعد الصغير) ما غيره يرغي (بحبك يا حمار) ، فضحكت مرة أخرى ، وغيرت القناة ، فإذا ببرنامج عن الطيور يتحدث فيه متخصص عن طريقة تربية (الببغاء) وكيف يمكن أن يكون وسيلة تسلية ، وأداة لترتيب (مقالب) عائلية أو بين الأصدقاء ، وانتهت الدقائق القليلة التي أسترقها بين الحين والآخر لمشاهدة التلفزيون.