يكاد يكون الأهلي مع مدربه ياروليم وتيسير الجاسم ولاعبيه الأجانب كماتشو وفيكتور الفريق الظاهرة الذي أمتع وأقنع وكسب برأي الجمهور الرياضي نتيجة الفريق النجم طيلة تلك المراحل التي انصرمت من عمر مسابقة دوري زين. فالأهلي بلغة الميدان والنتائج والمستويات إلى جانب منظومة عمل احترافية شملت براعة اختيار الأجانب وحسن التنظيم الإداري فاز حتى هذه اللحظة بنتيجة الفريق الأفضل سواء بالاستناد على طبيعة الفلسفة الإدارية التي يقودها الأمير فهد بن خالد أم بالاستناد على واقع ما أفرزته كل تلك الجولات الماضية التي تسيدت فيها كرة القدم الأهلاوية وأضحت بذلك العنوان البارز فيها. بالطبع قد تتبدل المشاهد وقد تتبعثر الأوراق في ماتبقى من زمنية دوري زين ، لكن الثابت في سياق أي متغيرات قد تطرأ على هذه المسابقة هو الأهلي الذي لايزال يسير في المسار الصحيح إداريا وفنيا وحتى إن قلت على صعيد الجمهور ، فجمهور الأهلي اثبت بكل المدلولات بأنه الرقم الصعب في تركيبة المدرجات والعلامة الفارقة في ميادينها. في الأهلي الفكر يكسب والاحترافية تنتصر ولو لم تكن معطيات الفكر مع معطيات الاحترافية حاضرة في أروقة هذا الكيان العملاق لما برزت حالة التفوق، ولما تجلت صورتها الزاهية، ولما تحدث عنها الناس بكل هذا الإعجاب. الأهلي ببساطة مدرسة إدارية ومدرسة فكرية ومدرسة رياضية ، بل هو في ذات السياق مدرسة كروية خاصة لاتزال تصدر إبداعاتها ليس للمحبين لها بل تصدرها لكل من يبحث عن المعنى الحقيقي لكرة القدم وفنونها ورقي نجومها. - وعلى الرغم من أن الأهلي هو النجم والظاهرة والاستثناء ، إلا أن هناك حالات مماثلة تستحق الإشادة وتستحق الإنصاف ، فعلى سبيل المثال هاهو الاتفاق ورئيسه عبدالعزيز الدوسري يسطران معا لوحة إبداع معانيها مستوحاة من ذاك الزمن الجميل الذي لاينسى، ومع الاتفاق ورئيسه الدوسري هناك الفتح والعفالق والجبال. فهؤلاء هم في ميزان التقييم لكل تلك المراحل والجولات المنصرمة من عمر مسابقة دوري زين هم الأفضل والأبرز ، بل هم من وجهة نظري الأكثر حضورا من بين البقية. ماذا يمكن لتجربتي الباراجواي ونيوزيلندا أن تقدمه لمنتخبنا الوطني؟ هل من الممكن أن تقدم له مفتاح الوصول إلى مونديال البرازيل مثلا؟ منطقيا لايزال هناك بصيص من الأمل بالتأهل للدور الثالث ، لكن هذا الأمل حتى وإن تحقق إلا أن النظرة التي تستهدف بناء منتخب قوي تحتاج أولا وأخيرا إلى استراتيجية إعداد مغايرة ومختلفة عن سابقتها ، ولعل أبرز ما يجب أن تحتويه هذه الاستراتيجية يكمن في ضرورة خوض تجارب قوية ومع منتخبات كبيرة .. كون مثل هذه التجارب هي من سيكون لها الأثر الأكبر في تقوية قائمة الأخضر فنيا ومعنويا. يبدو أن الزميلين عادل عصام الدين وغانم القحطاني وضعاني كهدف استراتيجي لمجرد رأي تناولته بنظرة المحب. عموما ليس مهما إن كنت حاضرا أم غائبا ، المهم أن ردة فعل الزميلين وكيف يتعاملان مع طبيعة البرامج واختيار الضيوف باتت على كل لسان ، وعاشت المهنية .. وسلامتكم.