لقد كان للتعديلات الوزارية التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الأسبوع الماضي حراكاً مجتمعياً قوياً يسعى إلى تحقيق الإصلاح المناسب للوضع الحالي لمتطلبات وزارية ينتظرها الشعب من سنوات! ولا يعني أن التغيير الذي حدث لتلك الوزارات بأن الوزارات الأخرى تتصف بالكمال وتلك الوزارات يشار لها بالقصور فقط! بل لأن أهم مراحل الوعي الإنساني المعرفي هوالتغيير للأفضل والذي يسمى (التغيير الإيجابي) من أجل البناء ، والذي لن يتحقق إلا من خلال إشباع احتياجات البشرية المتجددة والمتغيرة بتغير الأزمنة! والتغيير الإيجابي أيضاً هو الذي يحدث في الوقت المناسب ومع الشخص المناسب الذي سيحقق ما لم يحققه الذي يسبقه بإذن الله! ونحن نتمنى على مستوى القطاعات الحكومية والخاصة أيضاً أن يكون إعادة البناء وتصحيح المسار لمصلحة الوطن والمواطن من خلال التغيير الوزاري الدوري كل أربع سنوات لأسباب عديدة منها: ضخ المياه الشابة في التشكيل الوزاري والذي يكون على مقربة فكرية ونفسية من مطالب الشعب المتجددة ، أيضاً المهام الوزارية لها ثقلها الكبير من حيث تحمل المسؤولية والأمانة ومشروطة باليمين الذي يعلن أمام ملك البلاد وشعبها مما يعطي لتلك المهام عظمتها أمام الخالق والخلق! وتحتاج حقيبتها إلى التغيير الإيجابي الذي لايعطي اعتباراً لجبر الخواطر بل إلى جبر جراح وهموم المواطنين الذين يأملون وينتظرون مع كل تشكيل وزاري سنوي تغييراً يلامس متطلباتهم الضرورية! لذلك الشعب يدعو لمليكنا الذي لامس احتياجاتهم في الوقت المناسب بالصحة والعافية ، والكل ابتهج فرحاً بذلك التغيير الذي نتمنى أن يحقق الخير للبلاد عامة ، لكن نتمنى يكون الوزراء الجدد سفراء لوزاراتهم بكل الإخلاص والمصداقية لعرضها أمام رئيس مجلس الوزراء أطال الله في عمره والذي لم يختارهم من فراغ ، بل اختارهم من بين كفاءات عديدة لكي يكونوا همزة الوصل بينه وبين شعبه بمختلف فئاته ومطالبه واحتياجاته. وهذا الاختيار يكلفهم بأن لايتهاونوا بحاجات المواطنين الذين يأملون منهم الكثير ، ويحلمون بأن تكون الأبواب مع وزراء بلادهم مفتوحة وليست موصدة ، وأن مطالبهم لا تحال باستمرار لوكلاء تلك الوزارات الذين بدورهم يحتاجون لتغيير عاجل لعدم تلمس أغلبهم لمعاناة المواطنين ، لاتخاذهم سياسة الصوت الواحد! خاصة أن هناك وزارات قريبة من هموم المواطنين والتأجيل في عرض مطالبها قد يؤثر على الاستقرار الأمني والاجتماي للوطن لحساسيتها وأهميتها وارتباطها بالتشكيلة البشرية المتغيرة والمنساقة للضغوط الداخلية والخارجية! والمؤثرات الإعلامية السلبية والمتجهة حالياً لسياسات جديدة للتعبير عن الرأي والحاجة من خلال الثورات والتخطيط للإسقاط ، والعمل على تشويه الصورة العامة للأفراد أو القطاعات المعنية بالتقصير! ولايتم مواجهتها إلا عندما يكون الوزراء الجدد والحاليين سفراء حقيقيين لوزاراتهم ، رافعين راية مصلحة الوطن والمواطن قبل كل شيء. وأخيراً اللهم أجعلنا ممن يخاف الله ويتقيه في حمل الأمانة التي كلف بها، فهي عظيمة وأبت السموات والأرض أن تحملنها! وتكفل الإنسان بحملها!