**أرامكو في ظل سعوديتها .. عنوان مقال لكاتبكم .. كان في يوم الأحد (22-1-2011) .. وما زلت استلم الرسائل المتعاطفة .. والمتسائلة .. والمتظلمة .. اخترت منها حزمة .. لتوضيح مدى القلق .. لمن يملك الإجابة العملية .. لتساؤلات الشباب .. الحل يأتي .. عندما يأتي .. ولكن متى يأتي؟! **الرسالة الأولى: (مهندس .. اعمل مع أرامكو منذ أكثر من ثلاث سنوات .. عن طريق نظام التعاقد (المقاولين) .. هذا النظام الظالم .. نظام يستفيد منه التّاجر .. صاحب شركة المقاولات .. وهو باختصار .. يقوم المقاول بعرض شهادات الشاب السعودي .. على أرامكو .. وتعمل معه أرامكو مقابلة .. وإذا عدّى المقابلة .. وقع العقد مع المقاول .. وبدأ العمل مع أرامكو .. مكان العمل واحد .. وطبيعة العمل واحدة .. وليس هناك فرق إلا في لون البطاقة .. وطبعاً الراتب .. والمميّزات المالية ؛ لأنهم يدفعون للمقاول .. وهو يأخذ ثلاثة أرباع .. ويعطي الموظف السعودي المسكين الربع .. الآن اعمل كمهندس .. ومسمّى وظيفتي مساعد مهندس بمميزات اقل .. هذا بعض معاناتي .. وغيري كثير من الشباب السعودي مثل حالتي). **الرسالة الثانية: (كان كل شيء في الشركة يمشي بنظام دقيق مثل الساعة .. نظام العمل .. وقت دخول العمل .. وقت الخروج .. والمشاريع المنفذة .. وأصول السلامة .. ووقت إنجازها .. والمتابعة للمشاريع بدقة متناهية .. حتى أن من دقة هذه المشاريع .. أن شركة أرامكو تفخر بوجودها حتى بعد مرور أكثر من ثمانين سنة). **أما الآن بعد أن استلمها أبناء الوطن .. الذين هم طبعاً احرص من الأجنبي على بلدهم في تطوير مشاريع الشركة .. وتطوير الكوادر الفنية .. لكن مع الأسف بطريقتهم الخاصة .. في الاعتماد على الشركات المقاولة .. إن معظم هذه الشركات مملوكة لناس أجانب .. وتعمل بأسماء سعودية .. أو تكون مشتركة مع شركات اجنبية .. وتدار بكوادر أجنبية .. وجميع الوظائف العليا أجنبية .. أما الوظائف الدنيا فهي أيضاً أجنبية .. ولكنها مرصّعة ببعض المواطنين .. وبرواتب زهيدة .. لا تغطي ربع احتياجات الشاب السعودي .. يعني بالعربي .. يا لله تكفي بنزين للسيارة .. ومصروف يومه .. لا مجال للتوفير. **توظيف السعودي حجة لمكتب العمل .. وشركة أرامكو الموقرة .. والمستفيد الأوحد هو المقاول .. والأجنبي الذي يتنقل من مقاول إلى مقاول .. مع الزيادة في الراتب .. والمميزات في كل مرة .. ويبقى المواطن السعودي بين سندان المقاول وبين الظروف الاقتصادية التي يعيشها .. وحتى إن صبر فلا يجد الحوافز .. ولا الزيادات .. إلا بشقّ الأنفس .. وزيادة زهيدة .. تصوّر بعد ثلاث سنوات من العمل المستمر والجد والنشاط تأتيه زيادة (100) ريال .. هذه حقائق نعيشها ونراها .. بينما المقاول يستلم من شركة أرامكو مبلغاً خيالياً مقابل هذا الموظف الذي لا يستلم حتى ربع ما يُعطى للمقاول .. مع أن السعودي لا يكلف المقاول (فيزا) .. ولا تذكرة .. ولا إقامة .. ولا سكناً .. ولا علاجاً .. ولا حتى مواصلات .. إن سرطان الشركات المقاولة انتشر حتى في غير أرامكو .. مثل سابك وفروعها .. وشركة الكهرباء .. وحتى في بعض الدوائر الحكومية). **الرسالة الثالثة: (خالي مهندس .. ومدير كبير .. الآن متقاعد .. لا يعرف كيف يكتب اسمه بالعربي .. وتوقيعه بالانجليزي .. وبدوي إلى النخاع .. والآن مع إبله في البر .. والتزامه لعمله .. وإتقانه له يفوق الوصف .. حتى انه ما زال مرجعاً يُسأل إلى اليوم .. لديه (ستة) أولاد أكبرهم عمره 30 سنة .. وانهوا دراساتهم .. ولكن لا عمل). **الرسالة الرابعة: (نكأت الجرح .. وكنت احد مهندسي شركة أرامكو .. وكلامك جيد وصحيح .. موظفو شركة أرامكو يصل عددهم إلى (65000) موظف .. ولكن الشركات المتعاقدة معها تصل أعداد موظفيهم إلى (نصف المليون) .. وهذا الرقم من داخل إدارة البرامج والتخطيط .. في إدارة العقود والمقاولات بالشركة .. ولكن حبذا لو نظرت إلى الشركات العملاقة مثل سعودي بن لادن .. أو سابك .. أو حتى سعودي اوجيه .. ومشاريعهم العملاقة .. في كلتا من المدينتين المقدّستين مكة والمدينة .. أو مدينة الأميرة نوره .. والمدينة الاقتصادية العملاقة .. والتي تصل عمالتها المساندة إلى أكثر من (مليون عامل) .. كما هو واضح للعيان في هذه المشاريع العملاقة .. سوف تجد أنهم قاموا بنسبة السعودة على الوجه الأكمل .. ولكن إذا نظرت إلى نوعية المهن فهي لا تتعدّى سوى الجوانب الأمنية .. التعقيب .. والخدمات .. والسائقين .. تشعر عندما تقابل مسؤولاً منهم بأنك لست في بلدك .. وحسبنا الله ونعم الوكيل). **وأخيراً اهدي سلامي إلى ضحايا فحولة استعباد الشركات .. والفساد .. والجشع .. والأنانية .. والنظرة القاصرة .. الظلم مؤشر فساد .. المسؤولية لا تعني قهر الشباب .. لمن كل هذه المشاريع إذا كان شباب البلد خارج الحسابات؟!