استحضر الأهلي كل أدوات الفريق الكبير الواثق لكنه برغم ذلك لم يستطع في نهاية المطاف أن يحافظ على مكتسبات تفوقه ليمنح الشباب في أجزاء من الثانية ما كان يبحث عن تحققه على مدى الشوطين. الأهلي يملك المقدرة والكفاءة العالية هجوميّاً لكن مسألة أن تملك ميزة الهجوم وتتناسى أو تتجاهل علة الدفاع والمحور ففي هذا التناسي والتجاهل ما قد يعيق كل أهدافك. في الشوط الأول سيطر الأهلي .. استحوذ .. باغت .. بل إن الأفضلية الفنية كانت حاضرة مع لاعبيه ومع حضورها سجل فيكتور واستمر عناد الحظ العاثر كعادته في طريق الأمبراطور ومنح الشباب فرصة التعديل والخروج من دائرة الخسارة إلى حيث دائرة تعادل رأيت حجم الفرح المحيط به وقد طغى على كل المشاهد. هذا التقدم الذي فرضته الأفضلية الأهلاوية في الشوط الأول لم تكتمل والسبب أن ياروليم قرر في المتبقي من عمر المباراة (التخبيص) لهذا قرر أن يجعل منطقة الوسط شارعاً مفتوحاً استفاد منه الشباب وهي الاستفادة التي لم تكن لولا أن تيسير الجاسم غادر الميدان. فنيّاً وبمعطيات ما قدمه الأهلي والشباب طيلة اللقاء نجد النتيجة عادلة فالأهلي فاز بشوط والشباب بفضل عامل الحظ كسب في آخر وبالتالي فالنقطة هي الإنصاف بعينه. أما على صعيد يختص بالأهلي والأهلي فقط فالذي كشفته مواجهة الشباب وبالتحديد في الشوط الثاني تتطلب من الجهز الفني الإسراع في عملية تقييم الأداء العام لبعض اللاعبين فعلى سبيل المثال حاولت في الشوط الثاني أن أجد تمريرة صحيحة من المسعد وبرغم المحاولة والمحاولة لم أتوقف إلا على عشوائية فردية وأي عشوائية فردية لا يمكن لها أن تصنع فوارق الانتصار لا للأهلي ولا حتى لمنتخب البرازيل كون كرة القدم المعاصرة لعبة تعتمد على جماعية الأداء لا على فرديته. يجب على ياروليم تفعيل الأدوار التي يقوم عليها المسعد ومعتز الموسى ذلك أن الثقل الكبير لا يزال يتحمله كماتشو والجاسم وبالمينو وهذا الأمر إذا ما استمر فمن المؤكد أنه سينعكس سلباً على الفريق. من حق الشباب أن يبتهج بالتعادل مع الأهلي فالتعادل مع الأهلي بطولة. في جدة .. في الرياض .. في الدمام أو في أيّ مكان وزمان جمهور الأهلي هو جمهور الأهلي يكبر جمالاً ويسمو إبداعاً. خسارة نقطة لا تعني النهاية فلا تزال الفرصة سانحة لكي يقدم الأمبراطور الأفضل أقول الأفضل لقناعتي بأن قائمة هذا الأمبراطور زاخرة بنجوم قادرة على أن تحقق هذا المبتغى وغايته. تمر المناسبات وتتعاقب الأحداث على بعضها فيما حال النصر مع الانكسارات لا يزال قائماً. مستويات متواضعة ونتائج مؤلمة وجمهور بين هذا وذاك لا يملك إلا دموع الحسرة على ماض بات يتساقط. النصر خسر الكثير وإذا ما تغيرت الأمور فالقادم سيهدد مصيره في البقاء في قائمة الكبار. وسلامتكم،،،