في كل يوم يخرج علينا مَنْ يطالب وزارة التربية والتعليم بفرض مادة دراسية جديدة على طلاب التعليم العام. وعلى سبيل المثال يرى الدفاع المدني أنه من الضروري أن يدرس الطلاب مادة عن طرق الإسعافات الأولية وإطفاء الحرائق، كما سبق أن طالب مدير العلاقات العامة لمجلس الوزراء الدكتور ناصر الخرعان بتدريس مادة مستقلة ، تهتم بالإعلام التربوي، إضافة إلى أن هناك من نادى بتخصيص مناهج مستقلة للثقافة الجنسية وحقوق الإنسان والمسرح وغيرها ، وكان آخر هذه المطالبات مطالبة رئيس منظمة (فور شباب العالمية) الدكتور علي بن حمزة العمري بإدراج مادة خاصة تعتني بمفاهيم الجمال!! من المؤكد أن تعليمنا يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية العناية بالنشء ، وتستطيع وزارة التربية والتعليم أن تُدخل الكثير من الأفكار السابقة ضمن المواد الحالية بوصفها دروساً ، ولكن لا يُعقل أن يتم تخصيص مادة دراسية لكل ما نواجهه من مشكلات!! كما أن التعويل على التعليم دون غيره من الوسائل بوصفها مصدراً لرفع الوعي سيخلق لنا مشكلة أخرى!! لا يمكن لأحد أن يتجاهل دور الإعلام في التأثير في المجتمعات، بل إن دوره قد أصبح محورياً ومتقدماً على غيره من وسائل التأثير ؛ لذا فإنه يمكن الاستعانة به ؛ لتحقيق الكثير من الأفكار الإيجابية ؛ فبرنامج واحد يُقدِّمه مذيع متمرس يمكن أن يغنينا عن آلاف المعلمين الذين ستكلفهم الوزارة بتدريس مادة عن الجمال أو الإسعافات الأولية أو المسرح ، وإذا كان بعض رجال الأعمال قد أنشؤوا العشرات من القنوات الشعبية والغنائية وغيرها فإن بإمكان وزارة الإعلام أن تتجه لإنشاء قنوات أو بث برامج لتحقيق الأفكار الجيدة. وزارة التربية والتعليم (فيها اللي كافيها) ؛ فلا تطالبوها بتحقيق المعجزات، وإذا استطاعت الوزارة أن تقوم بواجباتها الحالية (فكثر خيرها)!!