** الصومال مريض ... منذ أكثر من عشرين عاماً , ومع الأيام وغياب العلاج و (العقل الرشيد) وصلت أحواله إلى (العناية المركزة) .. ومرض الصومال الحقيقي سببه الرئيس (اختلاف) أهله , وتصارعهم حول من الأجدر للقيادة . ** والحقيقة أنه .... عارٌ على الصوماليين أن يصل بهم الأمر إلى هذه الدرجة المخجلة .. (صراع ديكة) على السياسة أفضى لأن يَمدّ البلد كله يده للصدقات في بلد تجري فيه الأنهار , وكان بالأمس مترعاً بالمنتجات الحيوانية والزراعية والبحرية , وتشكل المراعي الطبيعية حوالي نصف مساحة الدولة , وكان سلة غذاء بحق وحقيق وخصوصا في جنوبه بؤرة المجاعة الآن , والذي هربت منه الاستثمارات العربية نتيجة الحرب المستمرة و (العنتريات) وصراع الميليشيات التي تدعي أنها تجاهد . ** إن الصوماليين (8 و 9 مليون نسمة) يواجهون خطر المجاعة الشامل وليس الجزئي , وبعد ثلاثة أشهر من الآن سيكون الوضع مأساويا بشكل فادح , فيما لا زال عدد أهله وفيهم موالون للقاعدة , ومنهم من يوصف (بالمتمردين) يمنعون حتى المساعدات الإنسانية من الوصول إلى الحالات الحرجة , في مناطق ديارهم التي تقع خارج نطاق سيطرة الحكومة (الهش – أصلا) !! ** وتواجه الحكومة الصومالية الانتقالية التي تحاول استعادة السلام والاستقرار في البلاد ، بتمرد شديد المراس يتألف من معارضين , مما أدى إلى مقتل أكثر من 19 ألف صومالي منذ 2007 ، كما أدى إلى نزوح 1.5 مليون مدني ، والى القرصنة قبالة السواحل. ** قمة المأساة أن الحكومة الصومالية لا تسيطر إلا على شطر من العاصمة مقديشو , بينما يسيطر المتمردون على أحياء من العاصمة وضواحيها. ** ومشاكل الصومال كما أسلفنا مزمنة وتراكمية , منذ ما قبل سقوط الرئيس الجنرال محمد سياد بري 1991 .. الذي حكم البلاد قرابة ال (22) مع بعض تطور في الطرق والمطارات والزراعة إلا أنها كانت فترة حكم (شمولية) ووفق نظرية (سيادة الرجل الواحد) بعد أن حلّ الأحزاب المعارضة , وتبنى النظرية الشيوعية الماركسية , ثم رحل تاركا بلاده تواجه المجهول الذي تراه عيوننا اليوم . ** وأظن أن على الصوماليين أن يدركوا أنه لا يمكن للعالم بحال مواصلة تقديم الغذاء لهم في كل مرة , إذ كيف يمكن للمتبرعين المداومة في إطعام أناس يحملون البنادق في كل شارع , ويصرون على قتل بعضهم بعضا ... نعم سنساعدكم هذه المرة .. ولكن الأهم ساعدوا أنفسكم أولا ؟. ** المضحك المبكي معا ما قرأت قبل أيام , وهو : رفض متمردي حركة الشباب الإسلامية إعلان الأممالمتحدة حالة المجاعة بجنوب الصومال التي تسيطر عليهما ، وقال شيخ علي محمود راج (ثمة جفاف في الصومال وليس مجاعة ، وما أعلنته الأممالمتحدة خاطئ 100%) ، معتبراً أن (إعلان المجاعة – سياسي).