** منذ أكثر من 30 عامًا والتصوير ممنوع في ساحات الحرم المكي الشريف الخارجية ، ناهيكم عن التصوير داخل المسجد الحرام !! وإلى اليوم لايزال المنع ساريًا ، ولا أد ري إلى متى سيبقى ؟؟ ولست أدري أيضًا لماذا المنع أصل اً؟؟ هل لناحية أمنية ؟ استبعد هذا لأكثر التفسيرات بساطة ، وهو أن الذي يقوم بالمنع جهة غير أمنية. هل لناحية دينية ترتبط بأدبيات الاحترام للمكان ؟؟ نحن مع كل ما يجل أطهر البقاع ويقدسها ، ولا أظن نقل صحيفة لجهود الدولة في خدمة ضيوف الرحمن يخدش هذا الطهر. المسألة إذًا تحتاج إلى فهم أكثر ممّا تحتاج إلى منع مطلق .. لكن الذي يحدث غير هذا. ** فعلى مدى عشرات السنين وجهة من الجهات كل همّها ملاحقة كاميرات الصحفيين والمصورين ! ويزيد الأمر عقدة أن مَن يطبّق المنع إناس ليس لهم علاقة بالإعلام ، لا من قريب ولا من بعيد !! ويزيد الأمر عقدة ثانية أن هؤلاء يتجرأون على كاميرات صحف رسمية ، فيسحبونها ولا يهمهم التعليمات القاضية بعدم التعدّي على كاميرات تصوير الصحف المحلية !! ثم أزيدكم من الشعر قصيدة أن هذه الجهة ليست جهة إعلامية ، ولا جهة أمنية ، ولا تدري كيف اكتسبت سلطتها في منع التصوير في ساحات الحرم الخارجية. ** ولي مع هذا الأمر عدة وقفات .. الأولى: من حق الصحف المحلية أن تعرف ما هو الأمر الذي استندت عليه تلك الجهة ، ويخوّل لها منع أي صحيفة محلية من التصوير ؟ حتى نقتنع. فالعملية لم تعد مقبولة بالمنع على إطلاقه .. وانتهى الكلام! نحن أمام أنظمة ، وهناك وزارة ثقافة وإعلام ، ووزارة داخلية يمكن التنسيق معهما والرجوع إليهما. كما أنه من حق الصحف المحلية أن تعرف جهة رسمية محددة تمنحهم (تصاريح) بالتصوير في ساحات الحرم ، أو في داخله عندما تكون هناك مناسبات رسمية ، مثل كسوة الكعبة ، وغسل الكعبة ، وخلافها. الذي يحدث أننا (حفينا) نبحث عن جهة تصدر تصاريح فلا نجد ! ولكننا نجد فقط مَن يطارد الصحفيين والمصورين. أمّا الوقفة الثانية: فإن المنع قد يكون مقبولاً بعض الشيء داخل الحرم ، ولكن خارجه في الساحات ، وميادين المنطقة المركزية غير مقبول على الإطلاق. وثالثًا: يجب ألا نضع (منع التصوير) داخل سلة واحدة ، كما يحدث الآن .. فنفرّق ما بين مصوري الصحف ، وتحديدًا السعودية ، وغيرهم .. بمعنى أن الصحف المحلية المرخصة رسميًّا من الدولة لها مهامها الوطنية ، فهي جاءت إلى الحرم لتنقل جهود الدولة -حفظها الله- ممثلة في كافة القطاعات ، وما تبذله في خدمة ضيوف الرحمن من حجاج ، ومعتمرين ، وزوار ، فلماذا تواجه الصحافة السعودية ، وهي تؤدي رسالتها الوطنية بشكل غير لائق أمام الحجاج والمعتمرين بأناس لا علاقة لهم بالصحافة ، يعرقلون المصورين ويسحبون كاميراتهم ؟؟ ثم إن الصحافة لها مرجعية ، وهي مسؤولة أمام جهات الاختصاص عن ما تطرحه أو تنشره ، وليس من حق أحد أن يتجرأ عليها ، أو يحاسبها غير تلك الجهات المسؤولة. ورابعًا: ثم إننا (يا سادة) يا كرام في (قرن) السيد (الفيس بوك) و(تويتر) وأولاد عمهما. أي أن المنع لم يعد يجدي إلاّ في عرقلة مهمة وطنية صحفية ، أمّا غير ذلك فإن الجوالات والكاميرات الرقمية (شغالة) مع الحجاج والمعتمرين حتى عند الحجر الأسود ، ولا أحد يسأل ثلث الثلاثة كم ؟؟!! بقي أن أقول إننا مع التنظيم أيًّا كان هذا التنظيم ، ولكن حددوا لنا جهة بعينها تمنح التصاريح ، وتكون مسؤولة حتى نستطيع أن نتفاهم معها في أي مشكلة ، وأن نستصدر التصاريح منها عند أي مناسبة. وبقي أن أقول يجب أن يكون للصحافة كرامتها ، وهيبتها ، فلا يتطاول عليها أحد ، ولا يتهاون في ذلك حتى صغار الموظفين. وهذه مسؤولية وزارة الإعلام والثقافة بالتنسيق مع الجهات الأخرى. خاتمة: الليلة ختم القرآن ، فاللهم اختم لنا برحمتك ، وغفرانك ، ورضوانك ، والعتق من نيرانك .. آمين!