يختلط الواقع بالخيال في فيلم «كاميرا ماهر»، الذي عُرض مساء أول من أمس، في أولى فعاليات فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، فالفيلم القصير الذي يتناول معاناة الفوتوغرافيين خلال عملهم في الأماكن العامة، وبخاصة مع المنع الرسمي، واجه فريق العمل بقيادة المخرج منصور البدران، الصعوبة ذاتها خلال التصوير. وطرح الفيلم، الذي شارك فيه أحمد العمر وعبدالكريم البدران، فكرته مباشرة، التي يحاول من خلالها شاب سعودي الاشتراك في مسابقة تصوير سياحية محلية، ويتعرض لمواقف عدة، يطرحها الفيلم بقالب كوميدي. حول هذه التجربة قال المخرج البدران: «على رغم حصولنا على التصاريح، إلا أننا واجهنا المشكلات التي عرضناها في الفيلم»، وزاد «لم نقدم بشيء خيالي في الفيلم، فكل القصص استوحيناها من أحداث حقيقية وقعت لي ولأخي أثناء التصوير». وأكد أن «الأنظمة تسمح بالتصوير، إلا أن المجتمع لم يتعود على وجود الكاميرات سوى في مناسبات معينة، أو الاحتفالات، ما اضطر الكثير من المصورين إلى السفر إلى دول أخرى، لتصوير نبض الشارع هناك»، منوهاً إلى أن في المملكة «مناطق التصوير، مثل مكةالمكرمة، التي اعتادت على وجود المعتمرين والحجاج. أما الشرقية فهي حيادية في تقبل التصوير الفوتوغرافي»، متسائلاً: «هل نقدم حملة للتوعية في التصوير؟» وأكد المخرج أنه بحاجة إلى «خدمات محترفين في التصوير والسيناريو والصوت، والجوانب الفنية الأخرى»، مبيناً انه ومن خلال الفيلم لم يؤلف إذ اكتفى بتقديم المواقف. بدوره، قرأ مشرف لجنة التصوير في الجمعية الفنان مدير الأمسية مصلح جميل، الفقرة الأولى من قرار تنظيم التصوير في الأماكن العامة، الصادر من رئاسة مجلس الوزراء، التي تنص على «السماح بالتصوير في الأماكن العامة»، وبهذا فإن التصوير «حق قانوني لأي مصور، ما لم يكن هناك لوحة تمنع ذلك». وعلق جميل على الفيلم، بأنه «على رغم المعاناة والإحباط التي يعيشها أبطال الفيلم، بسبب منع التصوير، إلا أن الفيلم ينتهي بمشهد هو الأقوى، فالبطل الذي قرر أن يتخلص من كاميراته، يشعر بالنشوة والفرح حين يسمع عن مسابقة تصوير أخرى. ما يعني أن شغف المصورين والأمل بمستقبل أفضل يبقى دافعاً قوياً للكثيرين للاستمرار في ممارسة التصوير». وأكد أن موضوع الفيلم «يهم كل المصورين، وهو أول فيلم يطرح معاناتهم بقالب كوميدي درامي». وقال: «الفيلم لم يتناول كثيراً مما يحدث في الواقع، وبخاصة مع المصورين الصحافيين. ولكنه يبقى بادرة جميلة ومهمة أن تبقى قضية معاناة المصورين مطروحة وحاضرة، حتى يكون الواقع أجمل». وأضاف أن «معاناة المصورين، وتحديداً الصحافيين، موجودة في كل دول العالم، وليس المملكة وبحسب، وبخاصة بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر). ولكن على المصور السعودي أن يقدر حساسية الوضع الأمني والاجتماعي، وان يتسلح دائماً بصورة من قرار تنظيم التصوير في المملكة، وان يحرص على اخذ التصاريح اللازمة، متى ما أمكن».