التأثير على الطفل سهل جدا، وتعليمه الأشياء سهل جدا ، لأنه مهيأ في سن الطفولة ، لأن يخزن في عقله ووجدانه وعاطفته ما يريد أن يُخزّن بسهولة. قنوات الأطفال الكثيرة التي يتابعها الطفل العربي، قنوات متفاوتة ، بين قناة سطحية بلهاء تتعامل مع الطفل على أنه صغير لا يفهم ، وبين قناة تتعامل معه على أنه كبير وناضج ، وبالتالي تقدم له مواد أكبر من مستواه الفكري وتكوينه العقلي ، وبين قناة تتوازن في ذلك ، فتقدم للطفل مادة تثقيفية تعليمية ، مُطعمة بإمتاع ذهني طفولي ، يسلّي ويربّي ويعلّم ويثقف ويمتع، وهذه المعادلة لم تحققها إلا قناة واحدة من قنوات الأطفال هي قناة براعم. mbc 3 ، قناة أطفال سيئة للغاية، فهي تلعب في كثير من برامجها ، على منطقة التسلية المعلبة والسريعة وعديمة الفائدة ، فمن رسومات متحركة بملابس شبه عارية ، إلى رسومات متحركة مرعبة وعدائية وفي صراع دائم ، إلى أفلام كرتونية تروّج الشر في دور البطل المنتصر. قناة أجيال السعودية للأطفال ، أفضل لها أن تفتح 8 ساعات في اليوم ، الثماني ساعات التي ينام فيها أطفالنا. الجزيرة أطفال ، دسمة المادة لكنها بلا متعة ، ويبدو أن جلافة الجزيرة كقناة سياسية جادة ، انعكست على قناتها المخصصة للأطفال ، فصارت جلفة ورسمية ، رسمية الرأي والرأي الآخر. نيكولودين ، أبشع قناة أطفال ، فهي تطرح قيما مناقضة للفطرة البشرية السوية ، من كائنات حية برأسين ، إلى كائنات سماوية ضخمة تتصرف في الطبيعة والحياة كما لو كانت الذات الإلهية ، وهي قيم خطيرة إذا تشرّبها عقل الطفل وصدّقها. طيور الجنة ، قناة أطفال صاحب القناة ووالدهم فقط ، إذ هم المغنون والممثلون والمخرجون ، وكراميش قناة أغان لا قناة أطفال ، ولا أدري إن كانت هناك قناة ليبية للأطفال أم لا ، لكني متأكد من أن القذافي لا يعرض فيها رسوما متحركة ، لأنه لا يؤمن بأن الرسوم تتحرك ، وإذا تحركت فلا بد أن يعرف من قام بتحريكها ، وإلى أين ستتحرك ، وهل تقف أمريكا وراء تحريكها.