تحتل المملكة العربية السعودية مكانة عظيمة في نفوس المسلمين ويعود السبب في ذلك إلى احتضان المملكة لأطهر بقعتين على وجه الأرض وهي مكةالمكرمة والمدينة المنورة , حيث يشد الملايين من المسلمين الرحال على مدار العام لهذه الديار المقدسة بغرض القيام بالعمرة وأداء مناسك الحج وتبقى إضافة تلك الملايين في بلادها تمني النفس بأن يكتب لها زيارة تلك البقاع ولو لمرة واحدة في العمرة , ولمعرفة المملكة العربية السعودية بأهمية التكليف الملقى على عاتقها باحتضانها لتلك الأراضي المقدسة فقد بذلت الكثير من الجهد وأقامت الكثير من المشاريع العملاقة في سبيل إظهار مكة والمدينة بالوجه الأمثل الذي ينبغي أن تكون عليها مدينتين يقصدها القاصي والداني. إحدى الأفكار الرائعة التي قامت بها حكومتنا الرشيدة في هذا النطاق تتمثل في إنشائها لهيئة تعتني في المقام الأول بتطوير البلد الحرام وهي ما تسمى بهيئة تطوير مكةالمكرمة , حيث تقوم تلك الهيئة بعمل الدراسات والأبحاث من أجل تطوير مكةالمكرمة ونقلها إلى مصاف مدن العالم , كما تقوم أيضا بإعداد الخطط ووضع النقاط الرئيسية لأي مشروع تطويري من شأنه إحداث نقلة في البنية التحتية للبلد الحرام أو يساهم في تيسير أداء مناسك العمرة والحج للزائرين بمكةالمكرمة , وتخضع تلك الهيئة إلى إشراف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل يحفظه الله والذي لا ينكر دوره الكبير في نهضة مكةالمكرمة إلا جاحد , ولعل معالم النقلة الكبيرة التي تمر بها مكةالمكرمة حاليا هو اكبر دليل على ذلك. ولكن لن تستطيع مكةالمكرمة أن تمضي قدما في نهضتها الحالية إلا إن اتحدت قلوب سكان مكة بأكملها في سبيل النهوض بالمجتمع العظيم الذي يقطنون فيه , فهيئة تطوير مكة وعلى الرغم من الدور الكبير الذي تقوم به تحتاج إلى تعاون من سكان البلد الحرام ووعي تام بأن خدمة مكةالمكرمة تعكس صورة ايجابية للإسلام وللدور الكبير الذي تقوم به الدولة من أجل الارتقاء بالبلد الحرام. أتمنى أن نزرع الأهداف النبيلة التي بنيت على اثرها هيئة تطوير مكةالمكرمة في نفوسنا قبل أن تنتظر النتائج من الشخصيات المعنوية المختلفة فالسكن في مكةالمكرمة هو شرف وتكليف في ذات الوقت ولا بد علينا أن نحمد الله على هذا الشرف وأن نعمل بجد لإثبات جدارتنا بهذا التكليف. والله من وراء القصد.