مرَّت ست سنوات على ذكرى البيعة المباركة لخادم الحرمَيْن الشريفَيْن -حفظه الله ورعاه- ، وفي كل يوم بل وفي كل ساعة من ساعات هذه السنوات الست كنا على موعد مع إنجاز يتحقق!! إنها حقيقة لا مبالغة فيها ، وصورة غير مزيفة ؛ لأنها ترى واقعاً كالشمس. لو قيست السنوات الست بعمر الإنجاز لفاقت عقوداً من الزمن!!.. نعم، إنها كذلك!! ألم يرتقِ عدد الجامعات الحكومية من ثمان إلى أربع وعشرين جامعة؟! ألم يقفز عدد المدن الصناعية من أربع عشرة مدينة إلى ست وعشرين مدينة؟!.. تأملوا في المباني المدرسية التي لم تخلُ منها هجرة أو قرية أو مركز!! وكذا مباني الدوائر الحكومية المختلفة!! انظروا في الدعم الذي حظي به المُزارع ، والقرض الذي أُسقط عن المتوفَّى!! مستوصفات ومستشفيات ، ومعاهد وكليات ، بنوك للتسليف ، وقروض للأرملة والضعيف ، سدود حديثة الإنشاء ، وشبكات للري والماء ، تثبيت لموظفي البنود ، وترقية للضباط والجنود ، عشرات الآلاف من المبتعثين ، ومثل ذلك من المعيَّنين ، ضمان اجتماعي ، تأمين صحي ، اعتماد للكادر الوظيفي ، مدن طبية ، وقروض عقارية ، ووحدات سكنية ، شق للطرقات ، واعتماد لمطارات ، منظمات لمكافحة الفساد ، وجمعيات لحفظ حقوق العباد ، إعانات للعاطلين ، ومساعدات للمعاقين ، مراكز للإفتاء، ومجمع للفقهاء..!! كل ذلك في ست سنوات!! إن عالَمنا اليوم يمرُّ بمرحلة دقيقة ، تحتاج إلى الحِكْمة قبل القوة ، وإلى الرأي قبل الشجاعة ، وبفضل من الله استطاع هذا القائد المبارك أن يقود بلاده في هذه اللحظات العصيبة -وهي تجري في موج كالجبال- إلى بر الأمان ، وتمكَّن -بفضل من الله ثم بدهائه- أن يجنبها الكثير من الفتن. اللهم احفظ لنا عبدالله ، وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ، اللهم إنا نشهدك على حبنا له ، اللهم أطل في عمره ، وبارك في عمله ، وارزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الخير.