مشكلة بعض الأفراد يريد أن يستخرج المجتمع السعودي من عاداته وتقاليده إلى رغباته بين يوم وليلة ، فكرة لم يتقبلها الأغلبية منذ زمن وتُفتح أوراقها ثم تُقفل ثم تعود للظهور مرة أخرى ولكن في ظروف يُخيّل إلى مطلقيها أنها ستنجح لتصبح ( ثورة نساء السعودية ) في يوم 17 يونيو لأجل قيادة السيارة ! وكم يُستصغر عقل بعضهن عندما يصفنها بأنها حضارة ومواكبة للعصر ! صعب على الرجل أن يٌقنع مجتمع بأكمله حتى تقود المرأة السعودية السيارة ، لكن سهل عليه أن يُقنع امرأة واحدة لكي تقوم بما يتخوف منه البعض ، ففريقان أحدهما يريد أن يجبر المرأة على القيادة والآخر لا يرى مكانها إلا مطبخها كما يُعبّر ! وبينهما قلة قليلة جداً من يدلي برأي صائب . لا يخفى علينا أن هناك من النساء لا عائل لهن وفي الوقت ذاته لم يندبن حظهن ويطالبن بالقيادة حتى تُسد حاجياتهن ، لأن هناك طرق عدة ميسرة لم تعوقهن على سيرهن كمن يوجد لديهم عائل . ففي الواقع حاجة المرأة السعودية للقيادة ليست حاجة ملحة كما يضخمها البعض ، وإنما ليتم مساواتهن بمن خارج البلاد ليس أكثر ! وتتحقق رغبات من يريد أن تخرج المرأة بأي شكل ، وعند تحققها يُضطر لوضع ( ساهر النسائي ) لحمايتهن ليس من الحوادث القيادية بل من الحوادث الرجالية ! وهناك منهن يرفضن خدمة ( السائق ) بحجة أنها وحدها معه وتنسى أنها عند قيادتها للسيارة ستكون وحدها بين عشرات الرجال ! أرى البعض لا زلن يفكرن بعقول صغيرة ويأتين بحجج حلها يشبه رأس المشكلة !! والحقيقة أن مشكلة البطالة والتي فاقت فيها الإناث على الذكور ب 28 % عاطلة هي من يشغل عقول النساء والفتيات في الوقت الراهن والتي تعتبر من الأولويات لديهن ، فخدمة المجتمع لن تكون بقيادتها للسيارة ، ستكون بالعقل النير والعلم وتقديم ما يخدم وطنها ومجتمعها ، فعندما نجد من يرفع من قدر المرأة السعودية كما فعل مليكنا الغالي بافتتاح أكبر جامعة للمرأة في العالم يكن أكبر حافز لتكن إمرأة سعودية مميزة بفكرها وعقلها وعلمها ، وقيادة المرأة للسيارة لم يرفع من شأن امرأة قط ! ومطالبة بأمر كهذا يُعتبر شخصي وفردي لا يُعقل فرضه على الجميع والتكلم بلسانهم ، قد يكون الحل الأمثل هو ( الحرية ) في القبول أو الرفض لا إلزام فئة برأي فئة أخرى أو العكس .