يوجد في تراثنا العربي مصنفات كثيرة ؛ احتوت على أخبار ماتعة، ونوادر باسمة، كما في كتاب المستطرف من كل فن مستظرف للابشيهي ، وكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ، وكتاب خاص الخاص للثعالبي ، وكتاب البخلاء للجاحظ وغيرها كثير ، كذلك يوجد في دواوين الشعر العربي أدب خاص يسمى الأدب الضاحك الفكاهي ، الذي يحتوي على قصائد ممتلئة بالبسمة والفكاهة ، والطرفة والظرافة. ومعلوم أن الابتسامة فيها منافع نفسية كثيرة ، فهي تزيل التوتر والضجر ، والنكد والتعب ، ولها رونق وجمال ؛ تضفي على وجه صاحبها النور والراحة والسرور ، وهي سبب رئيس في جذب الناس إليه ، والذين بطبيعتهم يميلون إلى كل فعل لطيف ، وأمر ظريف. الشعر الضاحك فلسفة تعبر عن موقف ، أو نظرة ، أو فكرة ، يقدمها الشاعر بالتصريح اللطيف ، أو باللمح والتلميح ، وهو فن لا يجيده إلا قلة من الشعراء ، لكن الشاعر المسؤول هو الذي يتناول هموم الأمة ، ويهتم بقضاياها ، ويتفاعل مع إنجازاتها ، وهو الذي يبتعد عن الكلمات البذيئة والمبتذلة ، والقصائد السمجة والرديئة. وفيما يلي مقتطفات يسيرة ومختصرة ، من ساحات الانترنت الأدبية ؛ التي تحتوي على مقاطع شعرية هزلية كثيرة ، منها الغث ، وفيها السمين ، ومنها النافع ، وفيها الضار ، ولعل ما نقدمه هنا ؛ فيه تسلية وقيمة وفائدة. فمن الصور الباسمة ، قول أحد الشعراء : ياونتّي ونّات سوّاق تكسي=زلّ النهار وما حصّل له ريالات والاّ مريض(ن)علّته شي نفسي=ما فاد به كيّ العرب والقراءات وهذه شاعرة شعبية ؛ تزوج عليها زوجها، قالت : ياليت حكم المره في شرعنا يقبلونه=واقضي على راعي الثنتين واخرج جنونه واحكم عليه الخطأ واقل لهم يشنقونه=واستخرج الروح من جسمه واخرج عيونه ومن قصيدة للزوجة الأولى، ترحب بالثانية : يا مرحباً عدّ ما سارت بك أقدامك=إن كنت صدام فانا بوش قدامك وهذا الشاعر/ حنيف ؛ عُرف بنهمه الشديد للقهوة ، حتى تأفف منه مستضيفه قائلاً : خمسة عشر فنجال لحنيف صبيت=لو كان بطنه قربةٍ قد ملاها فرد عليه حنيف قائلاً : لا تحسبني من دلالك تقهويت=ما تنقه الشراب من كثر ماها يا موصّي الحرمة على صكّة البيت=تقول ما انته فيه وانته وراها وفي مجال الهجاء ، يقول شاعر : بعض البشر ودك تحطه بمخباك=وتظهر خشيمه كل ساعة وتحبّه وبعض البشر ودك تُلخّه بمسحاة=وترجع عليه كل ساعة وتلخّه وفي هذا المضمار ؛ لشاعر آخر : بعض العرب ودك ترصه على القلب=وبعض العرب ودك ترصه بمشعاب وبعض العرب لا هو بموجب ولا سلب=صفراً على يسراك ميزود حْساب ومن الصور الشعرية التي فيها دعابة مبالغة : يا مرحبا ترحيبةٍ تسبق الفار=لا صار في دربة ثلاثين بِسّه ***** من زود حبك مايجي عيني النوم=ومن كثر ما اسهر .. باعوا اهلي فراشي ***** شريت لي ثوب على شان لقياك=والثوب راحت موضته مالبسته ***** حبي بنالك وسط قلبي عمارة=ومن زود الغلا تحت العمارة دكاكين ***** أخذت في حبك شهادة تفوق=لكن عجزت ألقى بقلبك وظيفة ***** أنت الحلا والناس جنبك ولاشي=مثل الجلاكسي بين توفي وغندور ***** ياقرب واشنطن ولندن وباريس=حذفة عصا للي رصيده ملايين ***** قلبي قبل فرقاك ما ينقص الزيت=واليوم أزيده في كل مشوار علبه ***** احرص عن الزلات في كل الأحوال=لا تنخدع باللي يلجّغ لُبانه ***** بعض العرب يسوى ثمانين مليار=وبعض العرب تدفع لفرقاه مليون ***** تنبيه مهم : هذه المقالة ؛ دعوة إلى البشاشة ، والتفاؤل ، وانشراح الصدر ، والجد الوقور ، ونبذ التجهم والتشاؤم والكآبة ، وترك الضحك العابث ، والقول الفارغ ، والمزح الثقيل.