بقدر سروري بجولة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز ، وزير الشؤون البلدية والقروية ، وأمناء مناطق السعودية على عدد من المشاريع في الطائف ، والوقوف على سير العمل فيها ، التي كلها تُنفَّذ خارج الأحياء ، وتُشكِّل واجهة حضارية لأي زائر لمدينة الطائف ، وفي مقدمتهم المسؤولون الذين ما إنْ يروا هذا العمل الرائع والمشاريع الجمالية إلا ويتبادر إلى أذهانهم أن هذا مؤشر على ما تحظى به أحياء المدينة من الداخل .. في حين أن ذلك ما هو إلا غطاء للخلل المتنامي في الداخل .. بقدر السرور كنا نتمنى من سمو الأمير منصور أن يقوم بجولات سرية لأحياء الطائف ؛ ليرى المعاناة الحقيقية التي يعيشها المواطنون من تشقق الأسفلت والحُفَر التي خلَّفتها الشركات التي نفَّذت مشاريع المياه والصرف الصحي ، والفساد الذي صاحب استلام تلك المشاريع من الشركات المنفِّذة .. ففي اعتقادي أن مندوبي البلدية الذين يُشرفون على تلك المشاريع لم يتسلموها على الطبيعة ، وإنما تم الاستلام من على طاولات مكاتبهم.. لقد تذمر المواطنون وتقدموا بالعديد من الشكاوى للبلدية لإعادة سفلتة الأحياء وإزالة الأضرار عن المواطنين ، ومَرّ على ذلك سنوات والبلدية تركّز الجهود كافة على طريق المطار وطريق الهدا وطريق السيل ، بل إن بعض المواقع يتم كشط الأسفلت فيها وإعادة السفلتة كل عام ؛ لأنها مناطق عبور للمسؤولين! الطائف أصبحت كالمثل الذي يقول (من برّة الله الله ، ومن جوّة يعلم الله) ؛ فالنظافة سيئة ؛ لأن العمالة مشغولة بجمع العلب والأجهزة وبقايا الخبز ، وتركت النفايات في الشوارع وأمام المنازل إلا لمن يدفع للعامل للتنظيف أمام منزله ، كما أن الحدائق لا تلقى الاهتمام الكبير؛ فلا أرصفة ولا تهذيب للأشجار ولا نظافة.. كلنا أمل بأن تتم زيارة الأحياء الداخلية بزيارات عشوائية وسرية من المسؤولين للوقوف على احتياجاتها ، وإصلاح الخلل في تقديم الخدمات لها ، أسوة بما يُقدَّم للأحياء الراقية ؛ فالساكنون فيها هم مواطنون ويحتاجون إلى المساواة مع غيرهم..