** لا أدرى ما هو دور (هيئة الصحفيين السعوديين) فيما سأقوله هنا ، لكنني على أية حال أرى أن من المهم أن تنظر الهيئة العتيدة لهذه المسألة ولو من باب جبر الخواطر ليس إلا ، فمسألة انتقال صحفي من مطبوعة الى اخرى كان ولازال يتم وفق اجراءات ليس لها ضابط شفاف وواضح للاعلام الصحفي ، أو للشارع الصحفي بشكل عام ، فاليوم فلان من الناس في صحيفة (س) وغداً يتم قبوله في صحيفة (ص) وترى اسمه على الأخبار التي يقدمها ، في وقت قد يكون له أخبار لم تنشر بعد في صحيفته السابقة ، ولربما نشرت في اليوم الذي انتقل فيه الى الصحيفة الاخرى أو اليوم الثاني ، فترى اسمه هنا وهناك. ** هذه واحدة والثانية أن هناك من يغادر الصحيفة السابقة دون علمها ويباشر بالصحيفة الجديدة بالنسبة له وملفه وأوراقه واجراءات عمل راتبه او مكافأته جارية في موقعه الأولى ، حتى يأتي من يقول للصحيفة الأولى ان صاحبكم قد انتقل لصحيفة أخرى ، فيتم ايقاف راتبه أو مكافأته ، وهذا في ظني لا يمكن ان يحدث في اي من مؤسساتنا العامة والخاصة إلا في عالم الصحافة هنا. ** والمسألة الاخرى ان حكاية (استلطاف) أهل الصحيفة الاخرى لك كصحفي ربما تسبق النظر الى مهنيتك كصحفي ، وقد تكون (المعرفة) أو (الواسطة) هي السبيل المهم لك لان تنتقل الى صحيفة اخرى ، وبأجر أكبر طبعاً، واما ان كنت فقط لا تملك هذه (المداخل) فإنك قد تتعب حتى يتم قبولك في الصحيفة الجديدة بالنسبة لك ، في وقت نرى فيه الصحافة المحلية عندنا وهي تتماهى كثيراً في متابعة ونقد حالات الخلل القريبة من هذه المسألة في المؤسسات العامة والخاصة، لكنها - أي الصحافة - تنسى ان تنتقد نفسها ، على طريقة (إذا كان خصمك القاضي فمن القاضي). ** إنني اسأل (هيئة الصحفيين السعوديين) وقد مضى على اشهارها ردح من الزمن ، كيف لم تلتفت الى هذه المسألة ، التي هي من صميم هموم الاخوة الصحفيين العاملين في الميدان ، ولماذا لا يتم وضع أطر شفافة وواضحة لحكاية انتقال الصحفيين من صحيفة الى أخرى ، ولماذا لا يكون ميدان الصحافة (نموذجاً) يحتذى أمام المجتمع ، باعتبار الصحافة وكما يقال السلطة الرابعة ، بحيث يكون هناك تنظيم واضح لقبول الصحفي الذي يريد الانتقال لصحيفة أخرى ، من خلال أطر تنظيمية لا تحتاج الواسطة أو (استلطاف) الآخرين لك وانما تتم عملية القبول بناء على معايير علمية مهنية واضحة، ليس فيها مجال للغبن أو حتى التندر من حالة كهذه. ** واللافت أن بعض السعوديين يجد أبواباً موصدة امامه في عدد من الصحف التي يعمل فيها صحفيون غير سعوديين ، ومع ذلك تجد الصحف تمارس (تنظيرها) ونقدها لمؤسسات المجتمع ، فيما بابها بالأصل مخلوع ، على طريقة ذلك النجار الطيب الذي يبذل العرق مدراراً لاصلاح أبواب الناس فقط دون أن يلتفت الى باب داره.