** قلنا من قبل - ولازلنا نقول - أن أمام هيئة الصحفيين السعوديين عمل كبير ، يتعين عليها القيام به، ليس بالضرورة أن تكتفي الهيئة بما يصلها من هموم الميدان،لأنها إذا ظلت تنتظر أن يتقدم لها هذا الصحفي أو ذاك محتجاً على ضآلة راتبه أو مكافأته، أو متظلماً من مرؤسيه، أو مطالباً بزيادة كفاياته المهنية والمهارية.. فإن في هذه الحالة لن يصل إلى الهيئة أي شيء إلاّ النادر، والسبب يعرفه كل الاخوة والاخوات في الميدان الصحفي ، ويعرفه كذلك المرؤوسين، ولذلك يظل حال الكثيرين الذين أصابهم الغبن \"في فمي ماء - وهل ينطق من في فيه ماء\"؟! ** الاستاذ تركي السديري : أثار يوم الاربعاء الماضي، في عموده اليومي في \"الرياض\" قضية الصحفي غير المتفرغ، في طرح كان يحمل الشجاعة والصراحة في آن معاً، بل وفي تشخيص أقرب مايكون إلى الواقع، ولذلك فإنني أكشر الاستاذ السديري على صراحته تلك، وعلى موضوعيته، وملامسته لجانب من الواقع، واللافت أن الاستاذ السديري يرأس هيئة الصحفيين السعوديين، وجرت العادة لدى عدد ليس قليل من الرؤساء، والمتنفذين أن يجمّلوا ماتحت أيديهم من مهام ومخرجات عمل، لكن الاستاذ السديري، غرّد خارج سرب أولئك, وكتب بصراحة وشفافية غير مستغربة من أستاذنا \"أبوعبد الله\". ** هنا أواصل مابدأت وأقول إن مما سيحمد لهيئة الصحفيين السعوديين، ان تقترب أكثر من زملاء المهنة، المتفرغين منهم والمتعاونين، اقتراباً مادياً ومعنوياً، يؤطر لمرحلة جديدة وباهرة من الأداء المحمود للهيئة، في أن تلتقي بجمهرة الصحفيين في كبريات مدننا، عبر لقاءات مباشرة، ومن خلال تحاور صميم، تسمع منهم ويسمعون منها، في جوّ من الشفافية والصراحة، وأجزم أن اعضاء مجلس إدارة الهيئة ستقف على آفاق متنوعة من الهموم والمعاناة، التي يعيش كثير من الصحفيين المتعاونين تحديداً، وربما كذلك من المتفرغين. ** ولعلنا - نحن الصحفيين - في غاية الاغتباط لما قاله الاستاذ السديري في مقاله الآنف الذكر، من أن الحاجة ماسة إلى تطوير عدد من النظم المعمول بها حالياً ، والتي تمس حياة الصحفي السعودي، من حيث المكافآت والرواتب، ومن حيث الحوافز والضمانات، ومن حيث رفع معدل الكافيات المهنية، ومن حيث إيجاد النظم التي تكفل \"الأمن الوظيفي\" للصحفي،وهذه مجتمعة في حال التعاطي معها بشكل علمي وواقعي، فإنني متأكد إنها ستعمل على تطوير العمل الصحفي السعودي ككل، وتنقله إلى آفاق ابداعية أخرى. ** ولعلي هنا لا أنسى الدور المطلوب من الصحفي،فكما أنه محتاج إلى اعادة النظر في أوضاعه، ومنحه دفقات جديدة من المحفزات، فإن عليه - هو الآخر- واجبات ومسؤوليات يتعين كذلك مراجعتها، وتثبيتها، وإعلانها بكل وضوح .. وعند ذاك يمكن وضع النقاط على الحروف ، من خلال مشروع تنظيمي، يحدد أطر الحقوق والواجبات. ** أستيطع ختاماً أن أقول أن لدي احساس بأن لدى أخواننا الاساتذة، أعضاء مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين، الكثير من الأفكار والرؤى الجميلة لزملائهم في الميدان، والتي يمكن أن تتحول إلى مشاريع باهرة، فدعونا ننتظر القادم من الأيام بكل تفاؤل!!.