كتبت مقالاً قبل عدة أيام عن مدى ولاء بعض المرجعيات الشيعية للمال ، وأثره في صنع القرار على ذلك المستوى ، مستشهداً بفقرات (ظننتها صحيحة) من مذكرات رامسفيلد التي نشرها قبل شهور قليلة. ومع تبيني لاحقاً بعدم صحة ما استشهدت به ، إلا أنه من الثابت أن السيد السيستاني أمر أنصاره وأتباعه بعدم مقاومة جنود (الشيطان الأكبر) في العراق. ولذا احتج بعض إخوتنا الشيعة واعتبروا المقال تأجيجاً للطائفية. وقبل أيام قليلة نشرت المدينة حديث المرجع الشيعي اللبناني السيد علي الأمين عن صمت السيستاني عن سفك الدماء ، متهماً إياه بالصمت إزاء التدخل الإيراني في شؤون الخليج كما كانت ولا تزال تتدخل في شؤون العراق. واستغرب السيد الأمين معارضة المرجعية الشيعية في النجف للمظاهرات في العراق في حين تؤيدها في البحرين ، مؤكدا أنها تتحرك ضمن عوامل سياسية لا دينية. وإذاً فإن القول بما يقرب من العصمة للسيد السيستاني بعيد عن الصحة ، وليس من داعٍ لكل هذا الاحتقان لمجرد نقد هنا أو هناك ، مع إقراري بوجوب التثبت مما يُقال خاصة إذا جاء عبر فضاء الإنترنت المكشوف. وأعود لبعض اخواننا الشيعة الذين يهبون معترضين ساخطين لمجرد نقد بعض مرجعياتهم في حين تزخر أدبيات ومراجع وكتب الشيعة بسباب وشتم وتهم صارخة لمن نحسبهم نحن السنة أفضل الخلق بعد الأنبياء عليهم السلام. كيف يرقى شخص في هذا العصر المتأخر إلى مرتبة فوق النقد والتساؤل ، في حين يُتهم الصحابة الأجلاء بذلك السيل الهادر من أقذع الأوصاف وأحقرها ، وهم الذين تربوا على عين النبي الأكرم صلوات ربي وسلامه عليه ، ورضوانه على صحابته أجمعين !! كيف لا يُعقل نقد السيستاني ؟ ويُعقل في الوقت نفسه ما يُقال عن الشيخين الجليلين أبي بكر وعمر وعن الصديقة بنت الصديق ؟ والقول بأن هذا محصور في الجهلة والعامة ، مردود لأن لكل من هؤلاء الجهلة في المذهب الشيعي تحديداً مرجعية دينية وعلمية يستقي منها الفكر والسلوك والتوجهات ! من كان يؤلمه نقد السيستاني، فإن ألمنا من الإساءة للصحابة الكرام أضعاف مضاعفة كثيرة!!