بين فئة تهاجم وتتهم وتدين وبين أخرى تقدح بعبارات نقد تطال الذمة والضمير هاهي الكوادر الوطنية المؤهلة باتت تقرر على مضض ترك الرياضة والخروج من عمق مجالها كحل فرضته الظروف أعني ظروف تلك الأطراف التي استغلت سطوتها الاجتماعية دون أن تجد من يردها لا بقرار ولا بعقاب ولا حتى بجملة تحذير . - بالأمس قرر الحكم الدولي الكبير فهد المرداسي اعتزال مهنته كحامل صافرة وحينما سئل عن السبب لم يتردد في أن يكشف ذات المعاناة التي حذرت منها كثيرا عبر هذه الزاوية ألا وهي حماية الحكام وحماية حقوقهم الاعتبارية التي بعثرتها تصريحات رؤساء الأندية والمنتسبين إليها والتي وصل بها الحد إلى أن طالت الذمم وقدمت لنا الحكم السعودي على أنه بائع للضمير قبل أن يكون بائعا للمهنة . - منذ سنوات لا صوت يعلو على صوت الاحتجاج وليس النقد فالكل في مجالنا الرياضي امتهن لعبة الهجوم المتعمد على الحكم الوطني ليس لأنه لا يملك القدرات والإلمام بلائحة القانون وإنما لكون هذا الحكم بالنسبة لهؤلاء هو مجرد شماعة تعلق عليها المبررات اليوم مثلما سبق وأن علقت عليها مبررات الأمس . - أين لجنة الحكام .. أين الدور الحاسم لاتحادنا الموقر بل إن السؤال الذي يفترش كل المساحات هو هل هؤلاء الذين قرعوا مواهبنا الوطنية مالكون للحس الوطني الصحيح أم أنهم غائبون تماما عن مفهومه الصحيح ؟ - الحكم السعودي تحول ضحية ولم يجد من ينصفه حيث إن القرارات الرادعة بحق من يمارسون تشويه صورته ظلت غائبة وعندما يغيب القرار الرادع فليس من المستغرب أن تتعالى الأصوات فكما يقول المثل العربي الدارج (إذا غاب البس العب يا فار) . - أنصفوا الحكم السعودي وأنصفوا مع هذا الحكم كل موهبة وطنية.. جددوا الثقة بكوادرنا وتجاوزا عقدة الأجانب . - نصيحة أحرص على أن أكون أول شخص يمثل لها ويجعلها بالنسبة لمداده خطا أحمر فصدقوني أن هذه البادرة هي من ستنهي معاناة المرداسي كما هي من سيحفظ لمجالنا الرياضي استقراره وتوازنه أما الانصياع لتوجهات من يشتم ويتهم ويدخل في صميم الضمائر والذمم فهذه خطورة فيها من الخطورة ما قد ينسف جهود سنوات كما أن فيها من حجم الخسائر ما قد يضاعف كثيرا من رقم المعتزلين للتحكيم ولمجالات أخرى هي اليوم في أمس الحاجة للمواهب السعودية المؤهلة . - فهد المرداسي حكم وطني اختصر المكان والزمان وقدم لنا أجمل المدلولات على ما يتمتع به الحكم السعودي وإذا ما خسرنا اليوم فمن الصعوبة بمكان أن يتم تعويضه ببديل متمرس بالثقة والقدرة وهضم القانون كون الذين يحاولون على طريقة فهد المرداسي ستقف وتتوقف كل طموحاتهم أمام أصحاب اللسان الشاتم وهنا مكمن القضية . - ما يحدث أراه مأساة وما نشاهده يعد كارثة أما الحل والربط فلا زال بيد الأمير نواف بن فيصل لعل وعسى أن تأتي المرحلة المقبلة بما يكفل لهؤلاء مناخا صحيا يمارسون فيه إبداعاتهم ويردع فيه المتجاوزون وسلامتكم .