مسألة أن يصبح الهلال بطلا للآسيوية مسألة ليست من تلك المسائل التي تدون في خانة المستحيل والمفاجئة ، فالهلال وعلى امتداد تاريخ حافل بالإنجازات استطاع أن يرسم علاقته مع هذه البطولة في لوحة الأرقام ، والأرقام عندما تتعلق بالزعيم والآسيوية تبقى خير من يدلل على أن هذا الفريق السعودي هو الاسم البارز في فضاءات منافساتها . - فمنذ أن ولدت البطولة الآسيوية وإلى حاضر يومها لا يزال الهلال هو المتسيد وصاحب الرقم الصعب وبالتالي من يمتلك هذا الرصيد من التفوق ليس بالغريب عليه أن يعود ليكمل مهمته ويضيف للأرقام الستة التي حاز عليها رقما آخر يرسخ به كل الفوارق بين كيان يعمل بطريقة الكبار وبين بقية لا تزال أمام هذا الحدث تحبو . - في الدوحة التي نتفاءل كثيرا بميادينها يخوض الهلال نزاله الثاني آسيويا حيث يلتقي الغرافة، وهذا النزال قد لا يكون مشابها من حيث أهميته للقاء السابق أمام سبهان الإيراني لكنه حتما يأخذ من الأهمية القصوى ما يستوجب عمل الكثير حتى يستطيع الأزرق الهلالي تعويض جماهيره عن تلك الخسارة التي لحقت به وبفوز يعيد له الهيبة ويسعفه بل ويساعده لكي يجدد كامل الفرص في التأهل ومن ثم البحث من بعد التأهل على لقب تحقق في الماضي لكنه في حاضر اليوم بات صعبا ومعقدا وغريبا . - فنيا ونحن نستبق دقائق الساعة وثوانيها من أجل أن نرى ماذا يمكن للهلال فعله هنالك في الدوحة قد نتفق على أن الكفة تميل لصالح الهلال أما نفسيا فهذا العامل بالتحديد هو من ساهم في إعاقة طموحات الهلاليين حيث إن الكل يطمع ويتطلع إلى البطولة الآسيوية الآمر الذي شكل الكثير من الضغوطات على اللاعبين ولعل ما أحدثته مواجهة سبهان الإيراني دليل أظهرت ملامحه المعضلة الحقيقية التي لازمت الفريق الهلالي الموسم المنصرم ليخرج من المناسبة دونما قدرة على إكمال المشوار . - من هنا ومن بوابة العوامل النفسية وليس الفنية أقول: على الإدارة الهلالية التركيز على جانب رفع المعنويات لأن ذلك في تصوري هو من سيكون له الدور الأكبر في لقاء اليوم ومتى ما نجح الهلاليون في التعاطي بالشكل السليم مع ما يحتاجه اللاعب نفسيا ومعنويا فالذي أجزم يقيا بتحقيقه هو عودة الزعيم ليس للفوز على الغرافة وإنما العودة إلى عزف الإبداع وملازمة قمة البطولة والرقص فرائحيا بتحقيق كأسها . - أما عن الاتحاد ومهمته في طشقند فالذي لا يقبل الجدال حوله أن هذا العملاق السعودي صاحب الصولات والجولات قادر على أن يتجاوز غياب قائده محمد نور ليعود إلى عروس البحر الأحمر مؤكدا زعامته للمجموعة . - الاتحاد حينما يأخذ على عاتقه مهمة الدفاع عن سمعة الكرة السعودية آسيويا يظهر لنا كفريق مختلف فهو كالأسد الكاسر لا يهاب مهما كان خصمه وهذه الميزة هي من صنعت للأتي تاريخا بطوليا كبيرا . - عموما بالتوفيق للهلال في مهمته وبالنجاح للاتحاد في رحلته كما هو الحال كذلك بالنسبة للنصر والشباب وسلامتكم .