اللاعب السعودي يفتقد الكثير من ثقافة الاحتراف فاللاعب السعودي احترافيته ترتكز وتقوم على جانب المال ما عدا ذلك فتلك المقومات التي هي من ثوابت الاحتراف الحقيقي في كرة القدم لا تزال مغيبة إما بفعل اللاعب نفسه وإما نتاج القصور الإداري والمهني داخل النادي ، وإن كنت أرى وجه التشابه بين الحالتين حالة اللاعب والنادي كبيرا. أكثر من عشرين عاما ونحن نتعاطى الاحتراف كنظام لكننا برغم زمنية هذه المدة لم نجد من المدلولات إلا ما يؤكد بأن التجربة أعني تجربة احتراف اللاعب السعودي لا تعدو كونها تجربة سالبة وليس العكس. المال في مسيرة لاعب كرة القدم مهم لكنه عندما يطغى على تلك المفاهيم المتعلقة بمهارة اللاعب ودور النادي وبناء المستقبل وثقافة الاحتراف فلا يمكن له أن يساهم في تحقيق الهدف المنشود بقدر ما يكون عبئا عليه. علينا قبل أن نحاكم نظام الاحتراف الإسراع في اعتماد الوسائل التي من شأنها ترسيخ الثقافة الاحترافية في عمق اللاعب حتى يتمكن من خلالها تجاوز معضلة المال والوصول بمستوياته الفنية لتصبح موازية مع تلك المستويات التي يقدمها اللاعب الأوروبي والتي لم تعيقها الأرقام الممنوحة وإنما على النقيض من ذلك تماما كانت هذه الأرقام سببا مباشرا في تألق نجوميته وزيادة معدل النجاح في موهبة إقدامه. العملية من وجهة نظري عملية ليست معقدة ولن تصبح في ذات زمان قادم معجزة يصعب إيجاد حلولها، فالعملية برمتها دور توافقي يجمع اللاعب مع النادي مع الإعلام والأهم مع رؤية ما تنتجه متطلبات النظام الاحترافي بدنيا وذهنيا ومهاريا ، ومتى ما متوافقت كل هذه الأدوار فمن البديهي أن يصبح اللاعب السعودي مؤهلا والنادي محترفا والمنتخب بطلا. فهل نبدأ من اليوم في التأسيس لهذه المتطلبات التي تم تغريبها أم اأننا سنكرر الخطأ ونكابر عليه ؟ لا أعلم أين تكمن الأجوبة لكنني أتمنى أن نستوعب من سلسلة الإخفاقات المتواليه على الكرة السعودية حتى نستطيع بالأفعال وليس الأقوال بناء المناخ الاحترافي الصحيح الذي نحن في أمس الحاجة إليه. اقتربنا من بطولة كأس ولي العهد وبدأنا نعد العدة لمشاهدة القوة والندية والإثارة بين فرق تبحث عن وهج المنجزات وأخرى تبحث عن صناعة المفاجأة. شخصيا أرى أكثر من اتجاه يقود للبطولة، أما الاتجاه الأكثر وضوحا بين كل الاتجاهات فلن أجزم عليه لكنني أتوقعه أهلاويا. فالأهلي الذي غيبته ظروف البدايات عن ملاحقة الدوري سيكون منافسا شرسا على الكأس. تعاقد النصر مع بدر المطوع وظفر الهلال بصفقة المصري أحمد علي في حين اختار الأهلي الجبل الأسود لحل مشكلة الدفاعات المتهالكة. صفقات أبرمتها الأندية مع الأجانب لكن الحكم عليها سيكون مبكرا ولن تتضح الصورة إلا من خلال الميدان وليس الأوراق وسلامتكم.