النتيجة التي توصلت إليها مجلة (فوربس) في تصنيفها لأقوى الشخصيات تأثيرا في العالم لعام 2010 وتقدم الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى المركز الثالث عالميا لم يكن مفاجئا، فالقاعدة العامة للتأثير العالمي في كل مجال من مجالات الحياة الجماهيرية تبدأ من الداخل قبل أن يصل صداها إلى الخارج، والملك عبدالله بن عبدالعزيز بدأ بوطنه واكتسب بين أبناء شعبه لقب ملك الإصلاح والتطوير، وتبعا لذلك اعتمرت محبته عقولهم وقلوبهم وأصبح محط آمالهم ومعقد تطلعاتهم في شتى مجالات حياتهم التنموية التي فتح لها المليك آفاقا جديدة من الإصلاح والتطوير ابتداء من الحوار الوطني الذي كان عند بدايته حدثا تاريخيا نادرا في مسيرة الوطن، ومرورا بما أحدثه من إصلاحات جذرية ما زالت تتموضع في واقع الحياة ووجدان المواطن ولعل من أبرزها مشروع إصلاح وتطوير القضاء الذي رصد له نحو سبعة مليارات ريال ومشروع تطوير التعليم العام الذي رصد له نحو تسعة مليارات ريال، هذا فضلا عن منجزات تنموية كبرى في ميدان التعليم العالي إذ أصبحت المدن الجامعية الجديدة شواهد حضارية مضيئة في كل منطقة من مناطق المملكة الثلاث عشرة، مع ما صحب ذلك من تطورات واضحة على مستوى البنية التحتية إذ تحولت مناطق المملكة كلها إلى ورشة عمل لا تهدأ لبناء واستكمال العديد من البنى التحتية، ولن يغفل التاريخ تلك المنجزات الواسعة والمتعددة في شتى جوانب الحياة السعودية في عهد الملك عبدالله، وهي منجزات تحدث تحت سمع وبصر العالم كله، فلم يعد هناك عزلة ولا انقطاع، ومن أجل هذا كانت منجزات المليك الداخلية من أبرز نقاط التأثير التي اعتمدت عليها المجلة الأمريكية في تصنيفها، لأن هذه المنجزات هي الثروة الكبرى والرصيد الأهم الذي استند إليه المليك في إنجازاته الخارجية المتميزة ابتداء من محيطه العربي الذي أدهشته فروسية عبدالله بن عبدالعزيز وهو يعلن محاسبة نفسه علنا في قمة الكويت ويطالب الجميع بفعل ذلك تطلعا إلى صفحة عربية جديدة يكتبها التلاحم والتعاضد والتفاهم، ثم أمته الإسلامية التي عقد لها مؤتمر مكة لخلق القدر المطلوب من التعايش والتفاهم بين مختلف مذاهبها وطوائفها، وليؤسس لانطلاقاته نحو حوار الثقافات والأديان الذي عقد مرتين على مستوى عالمي في مدريد ونيويورك وكان محط احترام وتقدير وإعجاب العالم كله حيث قدم المليك دينه وبلاده وأمته دعاة حوار وتعايش وبناء، وهذا ما جعل شعبية وتأثير عبدالله بن عبدالعزيز يصل إلى العالم كله، ويستحق عليه لقب – ملك الإنسانية – سيما وأنه أتبع ذلك بأفعال إنسانية أكدت أنه يعني ما دعا إليه من تعاون وتعاطف وتعايش بشري بغض النظر عن الدين أو اللون، فضلا عن قوة بلاده الاقتصادية التي جعلتها عضوا في قمة العشرين، وكل هذه العوامل وغيرها مما لم يتسع المقال لرصده جعلت الموقع العالمي الذي حققه تأثير الملك على مستوى العالم في تصنيف (فوربس) مستحقا بجدارة أفعال مشهودة داخليا وخارجيا، بل وجعل هذا الاختيار ليس مفاجئا لأنه يستند إلى معطيات شهيرة تجعل النتيجة متوقعة.