تأخذنا قرارات الأندية إلى نفق الاختلاف فئة تبارك وأخرى تنتقد وثالثة سرعان ما تتحول أصواتها لتكون أبواقا كأبواق النشاز تهرف بما لا تعرف وتحمل هذا الوسط أكبر مما يحتمل. - بالأمس قرر النصراويون إقامة احتفالية تحت مسمى العالمية وبرغم أن هذا القرار حق مشروع يمثل النصر ولا يعني غيره إلا أننا لم نجد أمام هذا القرار إلا محاولات استهدفت الهلال قبل ان تستهدف تاريخه وجمهوره. - لم يغضب الهلال ولن يغضب فلماذا يهول البعض قرار النصراويين بعالمية هي من الماضي وإليه ؟ - أسأل هذه الفئة وأسأل عن أغراض تعصبها فيما قناعتي عن مثل هكذا قرار لا تختلف عن تلك القناعات التي تقول (الهلال) كبير يهتم بمضمون النجاح ولا يقبل أن يلف رأسه صوب الهوامش. - تعاملنا كرياضيين مع عالمية النصر كمنجز وطن ولم نسمع من يشكك حتى الهلاليين أعني العقلاء في صفوفهم تعاملوا بمثالية ولم ينجرفوا على طريقة ما نسمعه اليوم من بعض البعض في النصر وهنا وأمام هذا التباين بين الموقفين موقف الهلال من عالمية النصر وموقف النصر من خروج الهلال لا يمكن لأي رياضي على امتداد الوطن الغالي إلا أن يشير بأصابع الإعجاب على مواقف الكبار تلك المواقف التي ترفض بكل مضامينها الدخول في المتاهات وتشويه التنافس الشريف فالهلال وبالتحديد هلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد جلب على الأشياء الجميلة التي تأتي في مقدمتها الروح الرياضية واحترام ذائقة الناس سواء عبر التصريحات أم سواء عبر القرارات كون الأولى مع الثانية هي أشبه ما تكون بالحد الفاصل بين فكر إداري يضيف للنجاح وبين آخر يعيقه. - لا أملك الحق في أن أرفض قرار النصراويين واحتفاليتهم لكنني ومن باب التوضيح أقول هنالك أولويات تستحق أن تأخذ نصيبها الصحيح من الاهتمام أولها البناء وثانيها الأزمة وثالثها التركيز على متطلبات الفريق النصراوي الذي ظل صائما عن البطولات منذ قرابة عشر سنوات وأعني بالتحديد بطولة الدوري. - هذه هي الضرورة أما مسألة الاحتفالية لمجرد الاحتفالية وفي هذا التوقيت بالذات فلا أتصور أنه قرار يستحق الإشادة لا سيما من جماهير النصر التي تنتظر الفريق البطل أكثر من انتظارها لمثل تلك الخطوة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. - الفارق بين الهلال والبقية أن الأول دائما ما يلغي من حساباته ملاحقة الآخرين.. يعمل.. يفكر.. يبتكر وينأى بذاته عن أي محاولة تستهدف قتل الروح الرياضية أما البقية فهم على النقيض رحاهم تدور في فلك واحد لا يخرج عن (الهلال) والشاطر يفهم. - عشر جولات انقضت من عمر الدوري فيما هوية البطل والبطولة لم تزل غائبة وغياب هذه الهوية هو ما سيضفي على المسابقة المزيد من الندية والإثارة. - شخصيا لو قيمت الجولات السابقة سأمنح درجة الامتياز للاتحاد والهلال لأنهما الفريقان اللذان لم يخسرا وبالمناسبة الاتحاد مع الهلال هما القوة العظمى في تركيبة كرة القدم السعودية ولا أعتقد أن هذه القوة ستنهار قريبا طالما أن الذين يعملون في الخفاء أكثر من قائمة أولئك الذين يعملون تحت بريق الأضواء. - ختاما بين الرياض وزعبيل مروءة وشماته وهنا يكمن الفرق وتكمن الفوارق وسلامتكم!!