إن مايحدث من بعض المسلمين اليوم ماهو إلا إمتداداً لعصبة الإفك الظالمة التي لاتزال تستهدف أعز ما وقر في يقين المؤمن المسلم السوي تجاه عقيدته وآل بيت نبينا العظيم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم . ولا غرابة في أن يظل أتباع تلك الفتنة على غيهم . بل ازدادوا تيهاً على ماهم فيه من ظلال وتكذيب لما أنزله الله سبحانه وتعالى في حق أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وإحدى نساء آل بيت النبي من تبرئة صريحة لا لبس فيها ، تلك الشهادة الخالدة التي تأسس عليها ماينفع المسلمين إلى يوم القيامة متى حصل مثل ذلك الظلم تجاه إحدى نساء المسلمين ، وما ذلك إلا مصداقاً لقول الحق جل في علاه ، في سورة النور بسم الله الرحمن الرحيم : ((إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ﴿12﴾ لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿13﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿14﴾ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴿15﴾ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴿16﴾ يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿17﴾ وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿18﴾ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿19﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴿20﴾ صدق الله العظيم . إنهم يعلمون ماهم عليه من الإفك ، إلا أن حسابات من آلو على أنفسهم تجذير المعتقدات الباطلة حتى أضحت الأجيال التي تربت على تلك المذاهب تعتقد أنها من أسس العقيدة ، تأبى عليهم التراجع عن غيهم وعن تبعيتهم لمن يزعمون محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطاهرين ، حتى جاوزا حد العقل والنقل والطبيعة البشرية في مزاعمهم ، ولا عجب أن تكون ردة الفعل تجاه مايقترفون من الأغيار المندفعين أشد ، مع أن ماذهب إليه الأفاكون من المزايدات الكاذبة على آل بيت النبي الطاهرين لم يكن حين وقعت فتنة الإفك من رسول الله صلى الله عليه وهو المعني بها قبل غيره ، بل فعل كما يفعل أي إنسان كريم ، وكذلك كانت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها في مواجهة مانزل بها ، إلى أن أكرمهما الحق جل في علاه بآيات عظيمة تتلى آناء الله وأطراف النهار . وإن مسؤولية علماء الأمة من جميع المذاهب المعتبرة حتى لايقال أننا نزايد أن يخرجوا ليعلنوا كلمة الحق ، قبل أن تستشري الفتنة ، فثمرة الصمت واضحة للعيان ، قتل الأبرياء ، وترويع الآمنين ، وجر بلاد المسلمين إلى الاقتتال الطائفي ، ولن يكسب أحد عندئذ ، والله المستعان .