تأتي ذكرى بيعة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- ومملكتنا الغالية تتبوأ مكانة عالية في مختلف المحافل الإقليمية والدولية. فعلى الصعيد الداخلي كانت هناك جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ،وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الداخلي والخارجي والذي استفاد منه أكثر من 100.000 ألف طالب وطالبة ذهبوا لينهلوا من علوم المعرفة ويعودوا إلى المشاركة في تنمية بلدهم ، وكذلك زيادة الجامعات الداخلية من ثماني جامعات إلى ما يقارب ثلاثين جامعة وزيادة تخصيص ميزانية التعليم والتي تعتبر الأكبر بين مثيلاتها . وفي المجال الاقتصادي تم اعتماد وبناء المدن الاقتصادية في العديد من مناطق المملكة الحبيبة والتي من خلالها سينتعش الاقتصاد الوطني ويحاكي الدول المتقدمة، وكذلك تحرير القيود على دخول المستثمرين وتسهيل المشاركة لهم في هذه المدن ، ومن الأمور الهامة في هذا العهد الزاهر هو دخول المملكة منظمة التجارة العالمية (الجات) والتي من خلالها سوف يتم دعم الاقتصاد السعودي والتواصل مع جميع دول العالم . ونظرا لمكانة المملكة المتميزة ، فقد تم اختيارها ضمن مجموعة العشرين العالمية للاقتصاد الدولي، وكانت مشاركة المملكة في قمة العشرين لها الأثر الكبير في دعم الاقتصاد الدولي بعد الأزمة العالمية التي عصفت بالكثير من دول العالم ، فهذه المكانة الكبرى للمملكة تأتي نتيجة الاهتمام الذي يوليه الملك عبدالله للجانب الاقتصادي . وكان للملك عبدالله بن عبدالعزيز-أيده الله- الدور الكبير في إنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني والذي من خلاله يتم إجراء الحوارات بين جميع أطياف المجتمع السعودي ، كما كان لخادم الحرمين الشريفين السبق في حوار الأديان، فكانت اللقاءات التي عقدت في أسبانيا بداية لهذا المشروع الحواري بين الأديان السماوية والدعوة للمحبة والسلام لجميع دول العالم . ولايمكن لأي مراقب أن ينسى للملك عبدالله بن عبدالعزيز الدور الأكبر في التوسعة الجديدة للحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة ، وكذلك قطار المشاعر ،ما كان له الأثر الكبير في التقليل من الزحام الذي كان يؤرق الكثير من المعتمرين والحجاج فأصبحوا يقضون مناسكهم في يسر وسهولة . اضف إلى ذلك اهتمامه- حفظه الله- بدعم الفقراء والمحتاجين وذلك بدعم الجمعيات الخيرية وزيادة مخصصات الشؤون الاجتماعية وبرامج الإسكان الخيرية، وإنشائه مؤسسة الملك عبدالله ووالديه للإسكان الخيري والتي أصبحت ملاذاً ومأوى للمحتاجين والفقراء في كل المناطق . هذا فيض من غيض، للأعمال والإنجازات الكبرى التي تحققت للوطن في ظل قيادة ملكنا المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز ، ونحن نحتفل بهذه الذكرى ندعو الله عز وجل ان يطيل في عمره ويديمه سالماً لنا.