كثيرا ما يتداول الناس في أمر التشاؤم والتفاؤل أن ينظر الإنسان إلى النصف الملآن من الكأس ولا ينظر إلى النصف الفارغ. تلك مقولة توحي بأن ترى الأمور بنظر مطمئن ولا تشغل بالك كثيرا بما تراه من نقص أو عيب فتلك طبيعة البشر أن تكون لهم نقائص وعيوب. لكن ماذا لو خطوت خطوة أبعد من النظر ووضعت في حسابك أنك من بين من يسعون إلى أن يملأوا الكأس ولا يدعوا مجالا لنقص أو تقصير؟! ماذا لو أنك أسعدت من حولك من أهل وأقارب وزملاء ومتعاملين بأن تكون من يبذل الجهد في سبيل تحقيق النفع الذي يعود عليك وعليهم بما أنتم جميعا في حاجة إليه. لماذا تظل تشغل نفسك بمجرد النظر في الفارغ والمليان وأنت قادر بما أنت فيه من عزيمة وفكر ورغبة في العمل والإنجاز على تحقيق ما يجعل الناس يبتهجون لمرأى الكأس وقد امتلأت؟ هذه المبادرة إلى تجاوز النظر بالفعل وعدم الاقتصار على التحليل الذي يبقي على الكأس نصف فارغة سوف تدفع آخرين إلى أن يحذوا حذوك وأن يجدوا في طريقتك طريقة القائد الذي يحمل نفسه على أن يكون فاعلا فعلا يحمد الناس من خلاله العاملين ويجدون فيهم من يقف إلى جانبهم ويخفف من معاناتهم. اجعل شعارك ملء الكأس نصف الفارغة خير من الانشغال بتأمل النصف الممتلئ منها، وخير لك أن تكون الأول في أن تصبح الحياة أكثر نداوة وأكثر امتلاء بكل نافع مفيد، وجرب مرة واحدة على الأقل أن تعمل عملا يسد نقصا أو يستكمل مجزأ أو يحقق شيئا من الكمال، ربما وجدت حينئذ سعادة تدفعك إلى فعل المزيد حتى يصبح هذا شأنك كل يوم.