ضيفنا لهذا الأسبوع شاعر استثنائي قدَّم الكثير من الشعراء للساحة، كما قدَّم جهدًا لا يُستهان به في خدمة الموروث الشعبي حتى ترك له بصمة يعرفها الكل وذلك من خلال منتديات النداوي الشعبية التي أسسها، حيث كان أول منتدى يهتم بالشعر والموروث الشعبي.. انه ضيفنا الشاعر حمد السحيمي, فمع الحوار.. نرحِّب بك عبر «في وهجير». - يا مرحبًا بكم والله يحييكم. أنت متواجد في مهرجان أم رقيبة وستبقى لمدة شهر.. لماذا؟ - أنا متواجد في أم رقيبة بتكليف من اللجنة المنظمة للعمل بالمركز الإعلامي لأم رقيبة، ثم إني مع أم رقيبة منذ أكثر من عشر سنوات، أقوم بتغطية جوانب المهرجان بشكل سنوي. أشرت في أحد حواراتك إلى «أن الساحة لا تستحق منك كل هذا الجهد».. هل أنت نادم على ما قدَّمت؟ - أنا لم أندم على ما قدَّمت بالعكس، ولكن ما زلت عند موقفي تجاه الساحة الشعبية بأنها لا تستحق مني أن أبذل جهداً أكثر وأنا هنا لا أعمم موقفي بل أخصّ جهات وأشخاصًا بأعينهم. لقَّبك البعض ب»أبو الشعراء».. ما مدى قناعتك بهذا اللقب؟ - حقيقة لقب «أبو الشعراء».. أنا أعلم تمامًا أنه لا يمثل شاعريتي كما يعتقد البعض بأني أجزلهم شعرًا، ولكن كوني قمت باحتوائهم وجمعهم في النداوي في وقت كان النشر بصعوبة.. وهذا اللقب تتويج لي وفخر وتاج على رأسي. تقاعدت عن عملك فهل ستتفرغ للشعر؟ - أبدًا لم أنوِ ذلك بل تقاعدت لقناعتي التامة، وبعد دراسة مستفيضة وجدت أن التقاعد المبكر ومزاولة نشاط حر يستعيد فيه المرء نشاطه وحيويته. لقب «أبو الشعراء» أنا أعلم تماماً أنه لا يمثل شاعريتي، كما يعتقده البعض بأنني أجزلهم شعرًا، ولكن كوني قمت باحتوائهم وجمعهم في النداوي في وقت كان النشر بصعوبة.. وهذا اللقب تتويج لي وفخر وتاج على رأسي.. حدِّثنا كيف كانت بداية فكرة منتديات النداوي؟ - المواقع آنذاك بالطبع كانت قليلة.. والسبب الرئيس في ذلك هو عدم الاهتمام بالموروث الشعبي من قبل أصحاب المواقع وعدم إعطاء هذا الموروث الحصة الأكبر، حيث تجد مواقع عامة.. ويشار إلى الشعر أو الموروث الشعبي وكأنه دخيل على هذا الموقع، أو بمعنى آخر مجاملة للمهتمين بالشعر ومحاولة كسب هذه الشريحة. كما أنه من وجهة نظري أنهم كانوا متخوّفين من التخصُّص بالموروث أو الاهتمام به خوفًا من أن يُقال (تخلف) والحمد لله أعاننا الله على التخصُّص وإنشاء الموقع بكامل أقسامه الشعبية التي تهتم بالموروث الشعبي . نحن نعلم بأنك كنت سبباً في إظهار نجوم للساحة، ولكن الأغلب منهم تنكّروا لهذا الجميل.. ما مدى تأثرك بذلك.. وما رسالتك لهم؟ - دائمًا لا يندم إلا فاعل السوء، ونحن قدّمنا ما يُرضي الله «سبحانه وتعالى» ويُرضي ذائقة المتلقي، ويحقق رغبات العضو، وسبق أن ذكرت أن الجامعات تخرّج الكثير ولا يبقى بها إلا مَن يحتاج إلى دراسات عليا ومجموعة النداوي قدّمت الكثير من الشعراء والشاعرات ومنهم مَن التحق بمنظومات إعلامية ووجد ضالته بها من انتشار واسع وشهرة قد تحقق رغباته التي لا يجدها في النداوي.
ألا ترى أن الثورة التقنية الحاصلة أثرت سلبًا على المنتديات الشعبية لا سيما النداوي؟ - صحيح وبالذات مواقع التواصل الاجتماعية الفيس بوك وتويتر واليوتيوب. وأين وصلت صحيفة النداوي الالكترونية؟ - صحيفة النداوي موجودة، وتحتاج فقط كتابًا لتغذيتها بالمواد الضرورية.
ماذا عن افتتاحك المنتدى بعد قرار الإغلاق والاعتزال كليًا.. ألا تشعر بأن ذلك خفف من سطوع الموقع؟ - تمت إعادته بطلب من أعيان وشخصيات وصلوا إلى منزلي وحرموا شرب أو مذاق شيء إلا بعد إعطائهم طلبهم وهو إعادة النداوي وقد تمّت إعادته بضوابط جديدة. أما عن خفت سطوعه فإعادته واكبت ثورة مواقع التواصل الاجتماعي بلا شك.
وهل يعتزل الشاعر؟ - نعم الشعر يعتزل وأعني هنا ليس اعتزال كتابته، وإنما اعتزال نشره والبحث عن وسائل لنشره والمشاركة في الأمسيات ونحو ذلك.
«النداوي» أصبح كما يُقال عنه «ماركة مسجّلة» لماذا لا نراك تستغل ذلك من خلال إطلاق قناة أو مجلة تحمل نفس الاسم؟ - الفكرة مطروحة والداعمون جاهزون والتأخير مني أنا.. ربما يحين الوقت المناسب للإعلان والإفصاح عن هذا الأمر. بعيدًا عن ذلك.. مَن قدّم حمد السحيمي للساحة؟ - لم يقدّمني احد للساحة أنا قدّمت نفسي بمجهودي الفردي مع العلم أنني تلقيت دعوات كثيرة للمشاركة في برامج وأمسيات ومسابقات .. وارفض ذلك.
هناك شاعر رائع مسجون في داخلك ألا تعتقد أنك ظلمته؟ - ما أخشاه هو أن يُحكم عليه بالسجن المؤبّد.
على حدّ تعبيرك منهم «العنصر النشاز في الساحة الشعبية»؟ - العنصر النشاز في الساحة الشعبية هو ذلك العنصر الذي يأخذ ولا يعطي ويأكل ولا يشبع وإذا شبع تنكّر.
هل ما زال يملك حمد السحيمي شيئًًا من العطاء للشعر والشعراء والمتلقين كذلك؟ - حقيقة الساحة الشعبية خصوصًا جيلي أرى انه تشبّع تمامًا من الشعر أما فيما يخص المتلقي والشعراء الجُدد فأرى أن النداوي يخدمهم وليس حمد السحيمي شخصيًا.
ثلاث رسائل لمن توجّهها. - الرسالة الأولى: أوجهها للزميل الشاعر محمد بن فطيس وأقول فيها: «أنت وافٍ يا بو حمد وقليل في زمننا هذا من يحذو حذوك». - الرسالة الثانية: أوجهها للزميل الغالي سعيد الحمالي وأقول فيها: «رايتك بيضاء يا بو ناصر». - الرسالة الثالثة: للزميل حمد الدليهي «حمدًا لله على سلامتك يا بو سعد وخطَّاك الشر».
كلمة أخيرة؟ - اشكر الزملاء في ملحق «في وهجير» وعلى رأسهم الزميل الغالي عبدالله بن شبنان، وأقول لهم: هذا الملحق الغالي على مُحبي الشعر هو فاكهة صباحنا يوم الجمعة، فسيروا سدَّد الله خطاكم ووفقكم لما فيه الخير والسداد.
ختامًا.. هل من أبياتٍ تهديها لقراء «في وهجير»؟ ما بي تجاملني ولاني مجاملك والسالفة ما هيب تحصيل حاصل مبطي من علومك وقصدي مواصلك ليتك تكرم يا رفيقي وتاصل في كل يوم ادق رقمك واراسلك وانته ولا والله نويت المواصل متى على الله تنتهي من مشاغلك وتحن لي واقدر اسميك واصل