ينظر في عيني ويقول: لا أحب الاحباط والمحبطين، لا أحب كلمات الفشل، لا أحب من ينظر إلى نصف الكأس الفارغ، أنظر إليه وأقول في نفسي: وأنا لا أحب من يظن أنه يفهمني من أول نظرة، ولأنني أعرف نفسي وأعرف أني لا أستسلم بسهولة، اقرر أن أكمل معه للنهاية كي أرى هل هو يعي حقا ما يقول، هل يستطيع فعلاً أن يمر بنا من عنق الزجاجة هل هو صادق، أم بائع كلام كما البقية، أيضا لا يعنيني إذا كان بائع كلام، ما يعنيني هو أن أمضي في الطريق حتى النهاية، حتى النهاية.. كم مرة تعثرت، وكم مرة قرأت الأمور بشكل خاطئ وكم مرة ظننت في الآخر خيرا واتضح فيما بعد أنه شر حتى لو لم يكن مطلقا، وبالرغم من ذلك، لا أعرف ما الذي يمنحني الأمل في كل مرة أن أخوض طريقا جديدا أو أن أستمر في المضي، أنظر إليه واقول: من قال له أنني أنظر إلى النصف الفارغ، أوه، لا أحب الذين يدعون معرفتي من أول نظرة. لكني اصمت، أخجل أن اقول له بصراحة ما أفكر فيه، ولا أهتم بأن اصحح له فكرته عني، الأمر لا يهمني، سنعمل معا وسنرى إن كان قادرا على فهمي لاحقا، الآن، لم يعد يشغل بالي كيف يراني الناس وكيف يقرأونني، لم تعد لدي الرغبة في توضيح أمري للناس، ليقرأني من يريد كما يريد، ماذا يهمني، في النهاية، كل الناس تقرأ كل الناس بشكل خاطئ، نادرون من يمتلكون الحساسية العالية لقراءة الناس بشكل صحيح، ونادرون أولئك القادرون على إخراج الجميل من الناس، أو على الأقل عدم الحكم على الآخرين بمجانية وعبثية، أنظر إليه وأبتسم، ابتسامة خالية من اي معنى، وافكر كيف يراها الآن، هل يظن أنها ابتسامة سخرية، أو ابتسامة تحدٍ أو ابتسامة تودد، لو أنه يستطيع قراءتي حقا فسيفهم أنها ابتسامة خالية من المعنى، مجرد ابتسامة بليدة يرسمها وجهي حين يعجز عن التواصل أو الاهتمام، لا أقصد الاهتمام بالآخر، أقصد الاهتمام بنظرة الآخر لي. في النهاية ما الذي يهم، كل ما يجري عبث، هل هذه نظرة إلى النصف الفارغ، على العكس، أعتقد أنني في قمة التفاؤل، كيف يمكن لإنسانة متشائمة أن تقرر المضي في الطريق، مع إيمانها بعبثية كل ما يجري، أليس هذا قمة النظر إلى النصف المليان؟ [email protected]