سندت ظهرها على جدار حديقتها .. أراحت كامل قواها عليه .. فهو الجهة الوحيدة التي تستظل به دوماً من حر الشمس .. ! مدت رجليها على العشب الأخضر ، وضعت واحدة على الأخرى تنفست بعمق ، أغمضت عينيها .. مر بها بعضاً من شريط حياتها .. فتارة تبتسم لذكرى سعيدة .. وتارة تبتئس لذكرى مؤلمة .. دخلت في غفوة أغنتها عن كثير من النوم .. ! أفاقت من غفوتها على صوت نداء ابنها .. ( أمي .. أمي .. ) خذي .. وهو يرفع كفيه أمام عينيها وفرح بهديته لها .. تأملت ما بداخل كفيه .. فرأت بها قليلاً من الثرى المتماسك بقوة وفوقه ( نبته ) .. وبّخته على قلعه لها من أرض الحديقة .. تراجعت بسمة طفلها .. ! أخذتها .. أرجعتها مكانها .. حتى تصبح حديقتها أكثر جمالا بها .. وطفلها ينظر لها بذهول .. ! مرت الأيام .. وكبرت النبته .. فكلما مر من جانبها تذكر موقفه مع والدته .. ازدادت كبراً .. حتى أصبحت شجرة أغصانها تتمايل مع كل جانب .. وأصبح الطفل مع مرور الأيام شاباً ، إذا مر بحديقته استظل بها دوماً من حر الشمس .. !