استرسلت بجيوشها المزمجرة لتهدم الحلم!! مملكة كانت تشع سرورا طفلة كانت تتراقص هاهنا وصبي أدعج العينين كان يمضي لايكترث بكسر لعبتها هنا قطفت الخوخ يدها وهناك شمت الورود عبيرها حقيبة ممتلئة بالكتب وأقلام بيضاء تكتب سحابات الأمل شعرها عناقيد العنب متلألئة بلؤلؤة مبتسمة ثغرها لا يكف عن نسمات الابتهاج روحها ترفرف حولها بيضاء نقية صبي يضحكها مرءاه فيتضاحك أمامها يرقص على الأشواك لتبتسم له كانت تجن لتراه يقاتل الغرباء حين يتجسسون على حديقتها مبهورة منه على الدوام كان الصبي يرفع حاجبيه بإعجاب وفتوّة وهي تغلق عيناها وتقول أنت سيء!! يهمس لها لعبتك سأقتلها سأجعلها تغرق بالنهر ويأكلها الغرباء!! تبادره ببكائها لا لن تفعل ذلك وتأخذ لعبتها وتجلس تحت الشجرة وتغني أنت سيء سيء جدا كان يشعر بالغيرة من الشجرة العجوز لكن ماسرعان مايجلس خلف الشجرة ليعطيها ظهره ويغني لست بسيء بل أنا أشجع من كل الغرباء!! تتضجر وتغني بصوت أعلى بل سيء سيء سيء تغيب الشمس ويمضيان لدار جدتها يجلسان على طاولة خشبية دافئة ويأكلان الخبز القاسي والحليب الدافئ كانت دوما تنام على المائدة فيحملها لغرفة جدتها ويغطيها جيداً ويسرق من خداها قبلة مودع!! استيقضت ككل يوم هرعت إلى الحديقة لم تجده كالعادة رأت الفرشات تهم إليها وتدور بقلق بكت لا تدري ما حصل!! قالت لها جدتها الغريب أخذه ولن يعود!! بكت ما يكون الغريب فهو شجاع يقاتلهم وينتصر دوما، هو ليس سيء بل أشجع من كل الغرباء!! رمقتها عينا جدتها بحزن: الغريب انتصر هذه المرة!! بكت ومشت بالحديقة ليالي طوال مرت السنين وهي تدور حول الشجرة!! أتت الجيوش المزمجرة هدمت الحلم اقتلعت الشجرة العجوز غرقت لعبتها بالنهر وأكلها الغرباء!