رداً على ما نُشر في «الحياة»، العدد « 16983»، بتاريخ 14 شوال 1430ه (3 – 10 – 2009) تحت عنوان: «حال العرب اليوم!» للدكتور عيد بن مسعود الجهني. قرأت مقال الدكتور عيد بن مسعود الجهني وفيه تحسر، وخيبات أمل، وتألم لحال العرب اليوم وواقعهم الباعث للأسى والتشاؤم، وقد كنت كتبت نصاً شعرياً بعنوان «متى يدفنون العرب؟!» استوحيت مضامينه ودلالاته من هذا الواقع العربي ومن النفسية العربية المنكسرة... لم أنشر هذا النص في وسيلة إعلامية على رغم مضي حين من الوقت على كتابته، ولكن بعد قراءة مقال الدكتور عيد تذكرت النص وقررت نشره مختاراً في «الحياة». تساءلتَ حيّاً، تساءلتَ مَيْتاً: «متى يعلنون وفاةَ العربْ»؟! «تَشَبّثْ بقبركْ» وَأَرْجِعْ سؤالكَ في غِمدهِ ولا تكترثْ لسؤالْ ولا تبتئسْ بجوابْ فشارونُ كَمْ كان يعزف كُلَّ انبلاجة صبحٍ، وكُلَّ انصرافةِ شمسٍ، وغفوة طفلٍ وشيخٍ، أفانينَ لحن الجوابْ! وأولمرتُ، في إثْرهِ، يتأبطُ رِجْساً، و«يمطر» رِجْساً، وفي ذهنه يتلظّى الجوابْ! «تَشَبّثْ بقبركْ» فلبنانُ قُطِّع إرباً فإرباً، وأشلاؤه أُنضجتْ في أَتونْ الجوابْ! وأرضُ الفراتِ وإنسانُها ينزفانِ دماءً ورُعباً وبؤساً بلَوْنِ الجوابْ! و”سيّدُ” هذا الزمانِ! و«أضخمُ» راعٍ «لصنع السلامِ»! يُعطِّل كل السلامِ، يُزيِّف معنى السلامِ، ويَنفخُ من كل بوقٍ: «بَني يعربٍ»! كتبتُ وشارونُ فصلَ الخطابْ! شربتُ وأولمرتُ نخبَ الجوابْ! «تشبثْ بقبركْ» وأَرْجِعْ سؤالك في غِمدهِ فقد بسَطَ السفحُ رُقعتهُ للعربْ! وهِمّتُهمْ مَزّقَتْها الرياحُ «اللواقحْ»... ذَرَتْها، ألَمْ تَرتطِمْ مِزقةٌ بثراكْ!؟ «تشبثْ بقبركْ» وأرجِعْ سؤالك في غمدهِ فقد صرخَ «الزمن العربي» بأقسى سؤالْ، أمَرَّ سؤالْ، أمرَّ جواب: متى يدفنون العربْ؟! *** متى يدفنون العربْ؟! فقد أزْهَرَ «الموتُ» عاراً يقلقل، قبل النفوس، الديارا! وقد أثمَرَ الموتُ غُولاً يصول على مَرْبَع القوم يَخْنِق كل نهارٍ نهارا! وموكبُه يتمطّى ثقيلاً كخُفّ الغزاةْ قبيحاً كمشهدِ بُومٍ تَغُصّ خرائبها بمشائيمِ الوُلاةْ *** متى يدفنون العربْ؟: متى يُدفنُ الصمتُ يا فصحاءَ العربْ؟! متى يُدفنُ العجزُ يا أقوياءَ العربْ؟! متى يُدفنُ الخوفُ يا شُجَعاءَ العربْ؟! متى يُدفنُ الهُونُ يا شرفاءَ العربْ، متى؟! متى تُنجِبُ الأرضُ شُمَّ الأنوفْ؟! متى يُبترُ النَّتْءُ والانبعاجُ، متى تستقيم الصفوفْ... متى؟! *** متى يا شعوبَ العربْ؟! تميدُ بنا الأرضُ، تَمْخضُنا هِزّةٌ يُجَلجِلُ فوقَ حِمانا جميلُ الغضبْ!! جميلُ الغضبْ!!