صالح سعيد الهنيدي سأرحل نحو المدار البعيد وأترك خلفي هوى الشَّخصنة سأعبر بحر الحروف العميق وأنفض عني لظى الألسنة سأحثو على الحانقين الغبار وأتركهم في شجا الأمكنة * * * ألا أيها السامقُ انظر أمامك وإياك أن تنثني للوراء هناك ستمتدُّ خضرة قلبك وتخضرُّ أحرفك الموهنة هناك ستورق كلُّ الدروب وتُشرق كلُّ الخطى الممكنة * * * ألا أيها الراحلُ اركب جيادك وأسرج خيولك نحو الخلود سنابكها تسبق الأزمنة سيأتيك وجهٌ كصحراء يومك فلا تلتفت نحوه إنه راية للسقوط ورمز لآلامنا المزمنة سيقذف نحوك ألفاظ سوء تخبئها روحه المنتنة * * * سيأتيك وجه بحجم المآسي تسنَّم أروقةً آسنة أتى يحمل الفقر في جعبة ملمَّعة بيد السلطنة إذا أبصرته خيولك هاجت وماجت وجادت قرائحها المذعنة فلا تنظرنّ إليه ودعه يذُبْ في متاهاته المعلنة له ألف أيقونة في الخفاء تشير لها هذه العيّنة إذا أبصرته خيولك يومًا فحينئذٍ حان وقت الوصول إلى درجات السما الثامنة