كتاب اليوم إذا وصل الهوس الرياضي بنا إلى الدرجة التي تجعلنا نسمي مواليدنا بأسماء لاعبين أجانب، فهنا يجب أن نتوقف لنعيد صياغة وأسلوب وطريقة تعاطينا للرياضة، فهي في الأول والأخير أحد عوامل الترفيه والتسلية لا أكثر. إن حدود الإعجاب باللاعبين وغيرهم من المشاهير، لا يجب أن تتعدى حدود الملعب، ولا بأس أن نسمي أبناءنا بأسماء لاعبين عرب ومسلمين، ولا بأس أيضاً أن نحضر لأبنائنا تيشيرتات \"فلاين\" تحمل أسماءهم وأرقامهم. لم يكن ذلك التقرير المختصر الذي عرضه برنامج \" في المرمى\" بقناة العربية، عن طفل بريء تم تصويره وهو في الحضانة، أصرّ والده على تسميته رادوي حباً وإعجاباً في لاعب الهلال الروماني الجنسية، إلاّ واحداً من تلك الحالات التي وصل إليها حالنا الرياضي. نحن شعب نحب كرة القدم وأنديتنا، بل إن الميول للأندية بلغ أقصى وأعلى درجاته لدى المشجعين، ووصل التعصب إلى وضع غير مرض تشهده بعض ملاعبنا كانسلال بعض المشجعين من المدرجات باتجاه اللاعبين داخل الملعب في منظر غير حضاري. أعود إلى رادوي الشمري، هذا الجنين البريء، فما زلت أعتقد أن والده \"يمزح\" وأنه أراد بفعلته هذه فقط أن يلفت الأنظار إليه، وإلى مولوده الجديد وهو ذكاء كبير منه، فقد اختار محطة فضائية كبيرة، وبرنامجاً رياضياً هو الأول على مستوى البرامج الرياضية العربية. هذا ما أعتقده، وأتمنى أن يكون ظني وحدسي وتوقعي في محله، فليس من المعقول ولا المنطق أن تتحكم فينا الرياضة والميول للأندية والإعجاب ببعض اللاعبين إلى درجة أن نظلم أبناءنا بأسماء للاعبين سيئي التصرف والتعامل يدينون بدين غير ديننا. أقترح على والد هذا الطفل، أن يراجع نفسه ويلغي هذه الفكرة ويختار لابنه اسم محمد أو ياسر أو أسامة، وهذه أسماء لاعبين هلاليين مبدعين ومميزين. التعاون \"سكري زين\" أصبح فريق التعاون على بعد خطوات من الصعود إلى دوري المحترفين، بعد موسم لم يقدم مثله منذ سنوات، فخطواته محسوبة، وأهدافه واضحة. عندما بدأ التعاونيون يفكرون في الممتاز، قرروا أن يكون لاسم ناديهم من تعاونهم نصيب، فحضر التعاون خارج الملعب وداخله، وبدأت طبول الفرح قبل موعدها ابتهاجاً بصعود قادم، تدفعه همة الرجال، وهدير جمهور يثق في نجوم 2010 . وإذا ما نجح التعاون في الصعود وهذا ما أتوقعه فإنه سيكون الضيف الذي انتظره عشاق دوري المشاهير منذ سنوات، كونه الفريق الوحيد من فرق الأولى الذي سجل أكبر إنجاز بوصوله للمباراة النهائية على كأس الملك عام 1410 أمام النصر وحقق الوصافة. وكأني بالتعاونيين وقد عزموا على أن يصعدوا، وتعاهدوا في حال الصعود على البقاء، ولا غرابة في ذلك، فهناك رجال كبار يقفون خلف \"سكري القصيم\"، ويكفي فقط أن أذكر هنا رئيس هيئة أعضاء الشرف الشيخ فهد المحيميد ونائبه الرائع ياسر الحبيب، والرئيس الذهبي علي التويجري. لن أستبق الأحداث، فما زالت هناك جولات أربع، وما زالت المنافسة حامية بين التعاون والأنصار، لكنني أتمنى، وهذا من حقي، أن يتوج التعاون الذي أحببته منذ أكثر من 20 عاماً، هذا الحضور الجميل بصعود ممتاز. لقد أحببت التعاون بفضل صديقي وأخي وملهمي الأستاذ محمد بن عبد الله الطويان، فلأبي عبد الله الكثير من الأفضال علي، وأولها أنه جعلني تعاونياً، وهذا ما منحني شرف الالتقاء في مناسبات عديدة بشخصيات تعاونية، زادني التعرف عليها تعلقاً بهذا النادي الكبير.