وعودا على بدء.. فقد تمت إثارة مجموعة من النقاط والمسائل في الإيوان الثقافي على هامش مهرجان الكتاب مع وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، وكان الوكيل متفهما لحماس المشاركين ومتقاطعا معهم في شؤون كثيرة، وشجون مثيرة. تحدث البعض عن إنشاء المراكز الثقافية ونحن ما نزال نعاني من وجود المباني المستأجرة للأندية الأدبية، وبيروقراطية العمل الثقافي وشللية الملتقيات الأدبية، وجهل آلية إدارة المؤسسات الفنية المعنية بهذا الشأن! وعندما نقول (مركز ثقافي) فإننا نتحدث عن منشأة فكرية تحتضن المسرح المهيأ لإقامة العروض المسرحية والحفلات الغنائية والأنشطة الفنية باختلاف توجهاتها، ونتحدث عن دور سينما وفنون بصرية، وصالات عرض، وقاعة محاضرات، ومكتبة حرة، ومعاهد لتعليم الموسيقى والتشكيل والتصوير الضوئي، أمنيات مبعثرة وأحلام ممزقة في ظل هذا الشتات، هذا الشتات الذي يجعلنا نتساءل بحزن: - كيف لهكذا أحلام أن تتحقق وما زالت الكتابة عن السينما مثلا ممنوعة صحافيا؟! - كيف لنا أن نجمل وجهنا الثقافي أمام الآخر ونداري سوءات سفهائنا وما زال بيننا من يحرق ناديا أدبيا بسبب مشاركة امرأة معزولة في خيمة نسائية أو يعارض ظهور مذيعة تمارس دورها المهني في معرض كتاب دولي؟! أما بخصوص الدعوات فقد ذكر الوكيل أنها تمت عن طريق الوزارة، وقد وقّع بنفسه على مئات الدعوات للمثقفين والمثقفات على مستوى المملكة، وما هو ظاهر أن الدعوات تمت عن طريق الأندية الأدبية وليس عن طريق الوزارة، بواقع عشر دعوات لكل ناد ٍ، أربع دعوات لأعضاء المجلس، وست دعوات توزعت بين المقربين على اعتبارات الصداقة والعلاقات الخاصة، فظهرت المحسوبيات والواسطات وحضر من ليس له علاقة بالثقافة وغاب من هو أجدر بالحضور، وتكررت أسماء كثيرة لم يعد لحضورها أي جدوى.. فيما حضر آخرون على حسابهم الخاص وهم أحق بالدعوات! تحدث الوكيل أن الدعوات أرسلت لجميع المثقفين، ولا أدري هل هناك معيار واضح للمثقف لدى الوزارة، أم أن المسألة لاتعدو كونها اجتهادات شخصية وضربات حظ؟! كان صوت النقد مرتفعا في هذه الجلسات المفتوحة والبعيدة عن أعين الرقابة وعدسات الكاميرت الرسمية، لذلك كان البوح خلاقا والتفاعل أكثر جدية، ويجدر الإشادة بسعة صدر وكيل الوزارة لكل الملاحظات والمرئيات والتصورات التي أبداها المثقفون والمهتمون في تلك الليلة الجميلة. كان الحديث حول القناة الوليدة (الثقافية) حاضرا، حول دورها الذي يفترض أن تقوم به من الاحتفاء بالمثقفين والمبدعين إلى نقل الفعاليات المختلفة في كافة المؤسسات الثقافية والفنية.. بعد سنوات عجاف من التجاهل للحركة الثقافية من قبل القنوات الإعلامية الرسمية.. ويكفي!