دائماً نردد \" الله يحسن خاتمتنا \" والأغلبية منا تتمنى أن تكون نهاية موتها مريحة ومطمئنة ،فالموت حق لابد منه ، لكن موت الفجأة مؤلم بلا شك أبعدنا الله عنه ، وأكثر ألماً لأسرة المتوفى لأنها ستفتقده بدون مقدمات وبفجيعة قد لايمحوها الزمن بسهولة ، فهناك الكثير من الأخطاء الطبية والبيئية والمرورية التي تساهم بشكل كبير في موت من نحبهم بألم وحرقة وبالذات الأطفال الذين لاحول لهم ولاقوة في الدفاع عن أنفسهم ، أو في تحملهم ساعات العذاب ، أو الانتباه لخطر مجهول قادم لزهق أرواحهم لامحالة ! لذلك فقد تتحمل جميع المواقف المؤلمة عندما تفتقد طفلك في حادث سيارة نتيجة سرعة متهورة من سائق أجنبي لايتعلم أصول القيادة إلا لدينا ، لأننا لم نتأكد عن مصدر رخصة قيادته هل هي فعلاً لسائقً خاص في بلاده ، أو لسائقً شاحنة خضار ، أو شاحنة مواد بناء ! وقد تطلب أن يخلف الله سبحانه وتعالى عليك عندما تفقد طفلك نتيجة لخطأ طبي عند ساعة ولادته خاصة عندما يحاول الكثير من حولك طمأنتك بأنه سيكون من طيور الجنة التي ستشفع لك يوم القيامة وبذلك قد تخف حرقتك التي أشعلتها خبرات ممرضات آسيويات لايجدن إلا الصراخ وسيلة للتفاهم مع الأمهات المتألمات من ساعات الولادة الفظيعة خاصة في المستشفيات الحكومية التي تكون فيها الممرضة بعيدة كل البعد عن سمات ملائكة الرحمة التي خدعونا بها وأصبحنا نكررها بدون وعي كلما رأينا لباسهن الأبيض ! لكن أن ‘تسرق منك فرحتك فجأة من أمامك وهي تسقط في حفرة للصرف الصحي مع ساعات الصباح الباكرة وهي تركض سعيدة بذهابها للمدرسة ، فهذا هو الألم الحقيقي الذي لن تعالجه مختلف العقوبات للمتسبب إن وجدت في الساعات التالية للحدث ! فذلك الأب المفجوع الذي سقطت ابنته الصغيرة الأسبوع الماضي أمامه في إحدى فتحات الصرف الصحي التي لم تقفل بعناية من عامل الشركة المكلفة بإصلاحها ، كيف سينسى تلك اللحظات المفجعة وهو يحاول إنقاذ ابنته ولم يستطع لتزهق روحها أمامه بسهولة في تلك المياه الملوثة ! بل ماهو العقاب المناسب لتلك الشركات التي تترك آثارها الإجرامية في الطرقات العامة بدون إصلاح فوري يمنع من حدوث قتل لأرواح بريئة ؟ والمصيبة أن هذه الحوادث ليست الأولى من نوعها لأنها تتكرر مع اختلاف المشاهد المؤلمة لأعمار وأماكن مختلفة ، والعامل المشترك في تلك الآلام جميعها هو \" التسيب \" الواضح بدون عقاب واضح وقوي يردع هؤلاء المهملين المنتشرين في شوارعنا ، ومدارسنا ، ومستشفياتنا !فهذه النماذج المؤسفة لهذه النهايات المؤلمة كثيرة وانتشرت في مدننا الرئيسية ، والسبب عين الرقابة الغافلة لثقتها العمياء بعمالة متسيدة لدينا لدرجة دخولها في دوائر النصب والاحتيال والتلاعب بكل ثبات وثقة بأن العقاب لن ينالها بسرعة إزهاقها لتلك الأرواح البريئة !