في كل مرة نتطرق فيها إلى قضية رياضية شائكة في لجنة الانضباط.. في الاحتراف.. في التحكيم سرعان ما ترتبك اللغة ما بين العاطفة والمسؤولية ونتساءل هل بعد هذا الارتباك المخجل نكتفي بالرصد أم نكرر المحاولة محاولة إيجاد الحلول بحياد ووعي وحسن دراية؟ وما يحدث اليوم لم يختلف عن واقع الأمس، فالمشهد هو المشهد والأسلوب (واحد) بمعنى أن الجدال السائد ليس إلا نضالا من أجل العواطف لا نضالا من أجل الإسهام في تصحيح مثل هذه القضايا والقرارات الشائكة التي حولت أوساطنا الرياضية من حالة الاستقرار إلى حالة (التنابذ) بالألقاب والمسميات والشتائم. من المهم وأمام هذا التحول الخطير في مهنة (النقد) الرياضي أن يعرف الكاتب أي كاتب أن باستطاعته كتابة ما يشاء وعما يشاء كما عليه أن يعرف أكثر أن الأهم هو الطريقة التي سيسكب فيها مداد ما يريد على الورق وأمام الناس. ففي مهنة الكتابة ليس هنالك محاذير ولا إشارات حمراء قد تعيق المفردة وتعطب ريشة القلم وإنما هنالك عقول تفهم وتكتب وأخرى تدعي النضج لكنها (منخورة). إن الرؤية الجيدة لأي حدث ولأي قضية والتعامل معها بحياد ومصداقية ووعي كفيلة بأن تجعل جميع الحواجز سهلة وقصيرة وباستطاعة تلك اللجان في الانضباط.. في الاحتراف وفي التحكيم القفز عليها وتقديم قرارات صائبة تستند على طبيعة القانون وطبيعة لوائحه أما إذا تبدلت الرؤية الجيدة بأخرى لا تمت للوعي بصلة فهنا سنبقى على ذات (الحال) ندور ولكن في حلقة مفرغة. حتى فهم الآخر بات مشوهاً وإن دللت على هذه النقطة تحديداً فلن أجد أبلغ من (بيان) الأمير الأديب المثقف عبدالرحمن بن مساعد ليكون شاهداً ومدلولاً على أن البعض بيننا يكتب وينتقد ولكن للأسف الشديد بعقلية (منخورة). فالأمير عبدالرحمن بن مساعد طالب بتصحيح جذري للآلية التي تتعامل بها لجنة الانضباط ولم يذهب بلغة الخطاب الإعلامي إلى اتجاهات مخالفة لكن وبرغم رقي الخطاب وتميز اللغة التي تعامل بها (شبيه الريح) إلا أن هناك فئة من (الكتاب) أثبتوا فشلهم الذريع في استيعاب المغزى في البيان الهلالي وفحواه فذهبوا كعادتهم لاستغلال الموقف بما يجعل لجنة الانضباط بعيدة كل البعد عن مسؤولياتها وما العزف المتكرر على مفردة (القرار المخفف) و(الدلال) إلا واحدة من تلك الأساليب التي وأقولها بكل تجرد كانت عامل (ضغط) غير مبرر في إذعان بعض (الحكام) وبعض اللجان لمثل هذه الأصوات النشاز التي هي من زيفت الحقائق وهي من هيجت الشارع الرياضي بالتعصب. وبالتالي ما أخشاه أن تخسر الرياضة لغة الخطاب الرياضي المتمثل في الأمير عبدالرحمن بن مساعد وتكسب لجنة الانضباط أصوات (المتعصبين) والمشوهين للوقائع وعندها نعود وتعود هذه الرياضة من برجها العالي إلى نقطة الصفر. ولكي أختصر المقدمة بنهاية مبسطة أقول الهلال لم يعترض على إيقاف رادوي ولكنهم اعترضوا على الميزان الذي يكيل ويجود بسخاء للبعض فيما البعض الآخر يعيش على الفتات من قبل تلك اللجنة التي يمكن تسميتها مجازاً (لجنة الإحباط).. وسلامتكم.