ما أن تبرز قضية من قضايا الرياضة إلا ونجد هذه القضية بين كماشتين كماشة سوء النوايا وكماشة الاتهام والإدانة، ولعبة المؤامرة تلك اللعبة التي باتت بالنسبة للبعض وكأنها اللعبة المفضلة التي لا يمكن الابتعاد عنها ولا عن ( العك) و( العجن) بلغتها . نحب هذا ونمقت ذاك وما بين حب تمليه العواطف ومقت يسيره التعصب هناك قضايا شائكة كلما حاولت الخروج من المأزق المحيط بها عادت إلى نفس المسار والسبب لا يكمن في حلول قد تصبح معقدة وإنما السبب يكمن في فلسفة الانحياز لعواطفنا حتى ولو كان هذا الانحياز متجاوزا حتى على حدود المرفوض . دائما ما نحاول الارتقاء بالعمل وغالبا ما نحرص على تعديل واجهة الخطأ أي خطأ في التحكيم .. في لجنة المنشطات .. في الانضباط لكننا في نهاية المطاف نصبح أكثر عجزا عن تحقيق المراد ليس نتيجة ضعف الإمكانات في الفهم والاستيعاب وإيجاد الحلول وإنما نتيجة لتلك العواطف الجياشة التي تحولت مع مرور الزمن إلى ما يشبه الورم الخطير الذي بات يستشري في مجالنا الرياضي يكبر ويتضخم ولا نملك بعد العلاج الذي يكفل لنا كبح جماحه . ندافع عن المخطئ بالعاطفة ونكمل الدفاع عن ذات المخطئ بعبارات معاني حروفها تصل حد تشويه الحقيقة ولا يمكن لنا وفي غمرة هذا الدفاع المستميت أن نصل لبناء المناخ الرياضي الأمثل طالما أن الأمانة أعني أمانة التعامل مع كل القضايا الشائكة لا تزال مرفوعة على رفوف كستها الأتربة منذ عقود . انظروا في قضية حسام غالي وكيف آلت واسألوا بعد النظر في كيف ستنتهي ومتى ستنتهي وقبل أي (( لقاء)) ستنتهي وبعد ذلك تعمقوا في المبررات وناقشوا حالة بدر السعيد الذي تحول إلى متهم ومدان وعندما تنتهي المهمة أدركوا أبعاد الحقائق كون الحقائق هي الشاهد المشهود على أن بيننا من يحاول العبث بعقولنا هكذا لمجرد أنه ( يستذكي ) . نحن أو بالأحرى بعض البعض بيننا مسيرون لأهداف أنديتهم لا مخيرون أو مجبرون في رسم الطريق القويم الذي يستهدف الارتقاء برياضة وطن . بالأمس واليوم وغدا وربما إلى نصف قرن قادم يبدو أننا لن نحيد عن مثل هذه الشوائب التي هزمت المصداقية وشوهت القرارات وغربلت الأشياء الجميلة في الرياضة إرضاء للميول ومحاكاة للعواطف وامتثالا لمتطلبات المتعصبين الذين يرفضون المنصف من القرار طالما أن القرار المنصف مرهون بأطراف أخرى لا مرهونا بالفريق الذي تحبه . لماذا نكرر ذات النهج ولماذا باتت مفردة الاتهامات الجزاف على غرار مفردة ( الوطنية ) مفردة مطاطية تلوكها ألسن المتشنجين ؟ أسأل في وقت لا يزال فيه البعض بيننا يركض على كل وسيلة إعلام من أجل ترسيخ مفهوم المؤامرة ولا أعلم بعد السؤال المطروح هل نحن اليوم في حاجة للانصياع لمثل تلك الأساليب أم أن واقع اليوم والغد القريب يتطلب مزيدا من الصرامة في تنفيذ لوائح القانون بحيث تصبح لوائح تشمل الجميع ولا تمارس بالانتقائية . ختاما ولكي أختصر أقول لمن يبرر اليوم المواقف الخاطئة تحت عباءة الانتماء المبطن: ماذا سيتحدث به النصراويون لو أن اللاعب الذي طار إلى ماليزيا وألمانيا لاعب آخر غير حسام غالي أو بمعنى أكثر دقة ماذا لو أن المعني بتهمة تعاطي المنشطات لاعب هلالي وحدث له ما حدث اليوم لحسام هل سيصمت المعنيون بالأمر وعلى طريقة صمت الهلاليين ؟ الفرق هنا ليس في طبيعة الحالة وإنما الفرق في أن الهلاليين يؤسسون لفكر رياضي يكتمل بالإنتاج ولا يهمهم بعد الإنتاج ماذا يحدث لغيرهم . إنها روعة هذا الكيان الذي يفرح برقي فكره المحبون لشعاره فيما يغضب في الطرف الآخر شرائح كثر لا تزال تنظر للناجحين بعين مكسورة . إنها لغة الهلال ولغة نهج ساد بروعته فهل من مقتنع بتلك الحقيقة .. أترك الإجابة لكل ذي عين بصيرة وسلامتكم !!