بين البداية التي أخفق فيها ألفارو وبين مرحلة تصحيح المسار يبقى مستقبل الأهلي مرهوناً بجماهيره.. فإما أن يتفاعل هذا الجمهور مع مرحلة التصحيح يساند ويشجع ويؤازر ويزرع الثقة في نفوس لاعبيه وإما العكس.. وعندها قد نردد المثل القائل (كأنك يابوزيد ماغزيت). اليوم بالنسبة للأهلي يمثل مرحلة مغايرة عن سابقتها، وطالما أن هذه المرحلة تغيرت بمدرب قادم وبمحترفين عليهم “القيمة”.. فمن الضرورة كل الضرورة أن تضطلع جماهير الأهلي بمسؤولياتها بدءاً بلقاء الفريق المقبل أمام الشباب حتى يستشعر اللاعبون مسؤولياتهم ويكملوا الانطلاق نحو آفاق النجاح المطلوبة. شرفياً قدم الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز ما لم يستطع تقديمه “ألف” عضو شرف في الأهلي، وإدارياً ها هو المشرف العام الأمير فهد بن خالد يفي بوعده وينهي الأمور الشائكة مع المدرب والمحترفين الأجانب، وبالتالي لم يعد أمام الجمهور الأهلاوي أي خيار سوى خيار الحضور والتشجيع والمساندة مع التأكيد بأن هذا الخيار تحديداً هو أقل ما يمكن للجمهور الأهلاوي تقديمه لفريق غاب وغاب وحان الوقت له كي يعود قوياً يقارع وينافس ويحصد البطولات. أدرك بأن أي محب لشعار قلعة الكؤوس لا يحتاج لمن يذكره بمسؤوليته، وأعلم جيداً بأن أي عاشق ولهان بسفير الوطن ليس بحاجة لمن يهمس في أذنيه من أجل أن يحضر للمدرجات، وعندما أقول ذلك ففي اعتقادي التام بأن الجماهير الأهلاوية مختلفة جداً في طريقة الانتماء ومختلفة جداً جداً في طريقة الحب، ومن ينتمي ويحب كيان كالأهلي أجزم بأنه لن يتردد على الإطلاق في قبول الدعوة، ولن يرفض كذلك في أن يحضر ويساند ويؤازر حتى آخر لحظة يكتمل فيها “نصاب” الروح لدى اللاعبين. هي دعوة وإن شئتم “سموها” رسالة خاصة، وإذا لم يفهم المضمون فاعتبروها كلمة محب يطمح ويتأمل في أن يكون الجمهور الأهلاوي حضارياً ينتقد بحسن “اللفظ” عند الهزيمة ويساند “بوعي” عند الانتصار و”يحضر” “برقي” حينما تكتمل بنود التصحيح أو حينما تنتهي سبل إيجاد الحلول السليمة تجاه فريق مكانه ومكانته الحقيقية في “المركز الأول”. منطقياً لم تعد الظروف ملائمة لتحقيق بطولة الدوري، لكن الدوري والظفر به ليس نهاية المطاف بل على العكس فربما جاءت هذه الظروف بما لم يخطر على “البال” المهم هل جماهير النادي الأهلي في هذه المرحلة “الحاسمة” قادرة على أن تضيف لنجوم فريقها قوة وثقة وحماساً؟ هذا هو السؤال الذي سأترقب إجاباته في لقاء الفريق المقبل أمام الشباب، وعندما أركز على اللقاء المقبل تحديداً ففي هذا التركيز ما يمكن اعتباره رداً “بالغ” الأهمية لمكانة الأهلي في قائمة “الكبار”، ورداً بالغ الأهمية أيضا لمن شكك في عراقة الأهلي وعراقة جمهوره وإنجازاته وبطولاته وتاريخه.. وسلامتكم.