قد لايمتلك الشباب جمهورا يوازي في تعداده جمهور الهلال والاتحاد والأهلي والنصر، كما أنه قد لا يمتلك صوتا إعلاميا يقارع وينافس لكنه قبل هذا وذاك يمتلك الأهم.. يمتلك مقومات الفريق البطل الذي يرفض الانكسار ولايقبل بأي خيار سوى خيار أن يصبح في دائرة من يشار إليهم دائما بالبنان. الليلة وإن اختلفت مهمتها من حيث المعنى والقيمة إلا أنها ليلة عملاق يلعب للوطن قبل أن يلعب لاسمه وتاريخه، وحينما تصبح مهمة الشباب مهمة (وطن) فمن الضرورة أن تتحد القلوب وتتوحد الانتماءات باتجاه هذا (البطل) السعودي الذي سينازل استقلال طهران وعينه على الفوز ولا شيء غير الفوز لكي يكمل مسيرته ويثبت بتلويحة التأهل مكانة الكرة السعودية ومكانة أنديتها. الهلالي.. النصراوي.. الأهلاوي.. الاتحادي.. وكل من له علاقة انتماء مع كرة القدم جميعهم اليوم مطالبون بضرورة الوقوف مع الشباب، والوقوف هنا ليس بالكلمات المكتوبة وإنما بحضور فاعل تشهد عليه مدرجات درة الملاعب. فهذا هو الأمل المعقود في جماهيرنا الرياضية التي أجزم بأنها ستقبل الدعوة وستحرص على أن تدعم بقلب رجل واحد طالما أن مهمة الشباب والهلال مهمة وطن. غاب الاتحاد وغادر الأهلي ولم يتبق لنا في سياق البحث عن الآسيوية إلا ملاحقة الشباب والهلال، ومن هذا المنطلق فمن الواجب الوطني أولا أن يكون لجميع الجماهير الرياضية دور إيجابي يساند ويؤازر ويدعم مسيرة هذا الثنائي الكبي.. الذي نحن متفائلون جدا بقدرته على تحقيق النتيجة المرجوة التي تؤهله إلى بلوغ الأدوار المتقدمة في هذا الحدث القاري الذي يحلم بنيل مراده الجميع بدءا من سور الصين وإلى أن تصل بك المسافة إلى حدود هذا الطموح المتبادل بين شباب لا يعرف اليأس وبين زعيم لايقبل الهزيمة. الليلة الكل شباب، وغدا الجميع هلال.. وما بين الأول والثاني وما بين مهمة ومهمة نحن في زمن الوعي مطالبون بتغذية (الحس الوطني) هذا المفهوم الذي آن الأوان لكي يحضر في لغة الخطاب الإعلامي المكتوب وفي لغة المدرجات، ومن يلعب باسم الكرة السعودية وينازل وينافس ويقارع فمن الأهمية بمكان الوقوف بجواره. أما عن الاتحاد فالاتحاد فن.. متعة..ودروس تبحر بي مع عريس جدة إلى حيث الإبداع والإمتاع. في تلك الليلة استمرت رواية (نور) فرمت بشرر الطموح الذي تجاوز المنطق والعقل. - بطولة كبيرة وغالية حاز عليها الإتي ولن أبالغ إن قلت الاتحاد كبير بتاريخه حتى في جل انتكاساته. كبير يا إتي، وعملاق يا إتي، ومبدع يا نور. ونور بالمناسبة هو قصة عشق تجلت في قلوب من يعشق وينتمي ويحب الاتحاد. - لاعب ونجم وقائد وهداف ومؤثر.. صفات اجتمعت في وريد هذا النجم، فكيف لا يصبح محمد نور من ثوابت الأشياء البارزة والمؤثرة والجميلة في أروقته ؟ أكرر التهنئة للإتي ولكل من يحبه، كما أكرر قبل السطر الأخير من الرواية التذكير بأهمية مساندة شباب الوطن في مهمتهم الليلة لأنها أي هذه المساندة من الوطن وإليه.. وسلامتكم.