كنا ننتظر من هيئة الاتصالات أن تتدخل لإلزام الشركات المشغلة لشبكات النقال والثابت، وتطالبها بتخفيض أجور المكالمات، وخدمات الإنترنت، وتحسين مستوى الخدمة الهاتفية بشكل عام. وهذا أمر يدخل ضمن اختصاصاتها ومهامها الوظيفية. لكنَّ المفاجأة أن هذه الهيئة على ما يبدو تعمل لصالح بعض الشركات على حساب مصلحة المواطن (الغلبان). بالأمس القريب أعلنت شركة الاتصالات السعودية عن مكافأة مجزية لعملائها من مشتركي الجوال، ومنحتهم خاصية الاتصال المجاني لمدة شهر كامل، تقديراً لعملائها، وربما تعويضاً لهم عن ما حدث في برنامج الفوترة الذي أدّى إلى تراكم أكثر من فترة. وبدلاً من أن تحتفي الهيئة بهذا القرار تفاجأ 20 مليون مشترك بأن الهيئة تعترض على مكافأة الاتصالات، ووصفتها بأنها غير قانونية، مع أن المختصين والقانونين يؤكدون أنه لا يوجد لدى الهيئة نص نظامي يبرر لها هذا القرار في منع العرض المجاني الجديد. * غريب أمر هذه الهيئة التي تعترض على التخفيض والمكافآت المجانية، ولا تتدخل لإنصاف المشتركين من مشاكل تدني مستوى الخدمات لدى بعض الشركات. وغريب أنها لا تشجع التنافس التسويقي الذي يجني ثماره وفوائده المستهلك. وكأنها تؤكد الشعور السائد لدى الغالبية بأن هذه الهيئة تعمل لصالح الشركات لا مصلحة المواطن.