اتصلت بي إحدى صديقاتي بعد أن تسلمت رئاسة مجلس إدارة تنفيذية في شركة ذات قاعدة عريضة من الجمهور ومن الخدمات المؤسساتية ذات القاعدة العريضة من الطلب وذكرت أنها فتحت باب الترشيحات في الشركة لاحتياجها إلى موظفين وموظفات. وتسألني: هل يمكن أن يجتمع في شخص واحد المهنية والأمانة (إن خير من استأجرت القوي الأمين) وما الأسئلة التي من خلالها اكتشف ذلك؟ وما المعايير أو المؤشرات التي تدلني على ذلك؟ علما بأنه بين يدي الآن ثلاث مرشحات ينتظرن الرد وهذه مؤشراتهن ساعديني في الاختيار.. المرشحة الأولى: تؤمن بضرورة وضوح الرؤية للشركة.. تؤمن بتطبيق المقارنة المرجعية في تقييم الأداء المؤسسي.. الأنا لديها تتكيف حسب الظروف والمزاج.. تشك في قدرات الآخرين وتهاب التغيير.. لا تفوض الآخرين في غيابها.. العمل لديها واجب مقدس وأمانة.. تبالغ في مشاعرها الإنسانية إلى حد التكلف.. تعترف بفشلها ولكنها تبرره بقلة الموارد أو بضعف الفريق.. خبرتها طويلة في العمل، تطبق تكافؤ الفرص, رضا المستفيد عنصر أساسي في تقييم الأداء. المرشحة الثانية المتقدمة كانت هذه مخرجاتي التي توصلت إليها بعد مقابلتها: تفضل القرارات الجماعية ولكنها تملك القدرة على اتخاذ القرار الحاسم عند الضرورة.. تشارك المجموعة في وضع الرؤية والأهداف وفي وضع خطة العمل، تستمد قوتها المهنية من اعتراف المجموعة بمهنيتها، تؤمن بأن الإدارة بلا حزم فوضى وبلا مشاعر طغيان.. رضا المستفيد هو معيار نجاح العمل.. لديها مبدأ جديد وجميل ومختصر للوقت والجهد وهو حتى نعرف أين وصلنا علينا أن نعرف أين وصل الآخرون.. خبرتها في العمل طويلة تحرص على نموها ذاتيا.. أما المرشحة الثالثة فقد كانت واضحة في رفضها وبشدة للعمل في مؤسسة تحكمها استراتيجية مفروضة: الأنا لديها مرتفعة ولكنها تؤمن بمبدأ أقول ما أفعل وأفعل ما أقول.. العمل أولا والنتائج أولا وإنجازالعمل أولا ثم العلاقات الإنسانية.. تستمد قوتها في التأثير من خلال سلطتها الإدارية.. تحترم عملها، لا تعترف بخطئها وتكابر، وحركية العمل تنطلق من يدها.. التهاون في رضا المستفيد يعني إنهاء الخدمة.. مجتمعية تشارك باستمرار في اللقاءات ذات العلاقة بالعمل، خبرتها طويلة في العمل.. هكذا كانت الفئات المرشحة وأطلعتني عليها صديقتي وأطلعكم عليها لتشاركوا في اختيار من ينطبق عليها القوي الأمين.. حتى نعرف وجماعيا كيف يمكن أن تجتمع المهنية والأمانة ويتحقق فينا خير من استأجرت.